وذكرها ابن حبان في "ثقاته " [٦/ ٢٥٠]؛ فقد زالت عنها الجهالة العينية والحالية. وأما كبشة؛ فلم أعلم روى عنها غير حُميدة، لكن ذكرها في "الثقات"، وقد قال ابن القطان: "إن الراوي إذا وثق زالت جهالته، وإن لم يرو عنه إلا واحد". وأعلا من هذا أنها صحابية، كذا قال أبو حاتم بن حبان في "ثقاته" [٣/ ٣٥٧]، وكذا نقله أبو موسى المديني عن جعفر. وأما قوله: "ولا يثبت هذا الخبر بوجه من الوجوه" فخطأ؛ فقد أخرجه الدارقطني في "الأفراد"، فقال: ثنا موسى بن هارون، ثنا عمر بن الهيثم بن أيوب الطالقاني، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن أسيد بن أبي أسيد، عن أبيه: أن أبا قتادة كان يصغي الإناء للهرة، فتشرب منه، ثم يتوضأ بفضلها. فقيل له: أتتوضأ بفضلها؟! فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوافين عليكم". فهذه متابعة لكبشة، وهذا سند لا أعلم به بأسًا. فقد اتضح وجه تصحيح الأئمة لهذا الحديث، وخطأ معلله، وبالله التوفيق؛ فاستفده؛ فإنه من المهمات". وانظر: "التلخيص الحبير" (١/ ٤٢)، و"نصب الراية" (١/ ١٣٧)، و"المعتبر" (٢٣٠) للزركشي. وصححه ابن الأثير في "الشافي في شرح مسند الشافعي " (١/ ٨٩)، فقال: "وهذا الحديث صحيح مشهور". وصحح الحديث المصنف في "خلاصة الأحكام" (١/ ١٨١)، وفي "المجموع" (١/ ١٧١ و ١٧٣)، ونقل عن البيهقي قوله: "إسناده صحيح"، وقال عقبه: "وعليه الاعتماد"، وكلامه هذا في "المعرفة" (٢/ ٦٧). وصححه الدارقطني في "العلل" (٥/ ق ١٠٤/ أ) أيضًا. وصحح الحديث أيضًا ابن المنذر في "الأوسط" (١/ ٣٠٣)، فقال: "وذلك لثبوت الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدال على طهارة سؤره"، ثم ساق الحديث. =