للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والخبث بضمِّ الباء، ويجوز إسكانها كما في نظائره (١)، وقال الخطابي (٢): "صوابه ضمُّ الباء"، قال (٣): "وعامة المحدِّثين يسكنونها وهو غلط"، وهذا الذي ادَّعاه الخطابي رحمه الله ظاهر الفساد، وعجبٌ مِثلُه من مِثلِه؛ فقد اتفق أهل العربية على أن كل ما كان على وزن فُعُل -بضم الفاء والعين- جاز إسكان عينه (٤)،


(١) حكى الوجهين في "التنقيح في شرح الوسيط" (١/ ٢٩٩) وستأتي أمثلة على النظائر من كلام الشارح رحمه الله.
(٢) "معالم السنن" (١/ ١١) وبنحوه في "الغريب" (٣/ ٢٢١) له.
(٣) "معالم السنن" (١/ ١١) وعبارته: "وعامة أصحاب الحديث يقولون: الخبث ساكنة الباء وهو غلط". وانظر: "إصلاح خطأ المحدثين" (٤٧)، "غريب الحديث" (٣/ ٢٢٠ - ٢٢١) كلاهما للخطابي.
(٤) قال المصنف في "شرح صحيح مسلم" (٤/ ٩٤ - ٩٥):
"أما (الخبث) فبضم الباء وإسكانها، وهما وجهان مشهوران في رواية هذا الحديث. ونقل القاضي عياض رحمه الله في "إكمال المعلم" أن أكثر روايات الشيوخ الإسكان. وقد قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله في "إصلاح غلط المحدثين" (ص ٢٢) (الخبث): بضم الباء، جماعة الخبيث، و (الخبائث): جمع الخبيثة. قال: يريد ذُكران الشياطين وإناثهم. قال: وعامة المحدثين يقولون (الخبث) بإسكان الباء، وهو غلط! والصواب الضم". قال النووي متعقبًا: "هذا كلام الخطابي! وهذا الذي غلّطهم فيه ليس بغلط، ولا يصح إنكار جواز الإسكان؛ فإن الإسكان جائز على سبيل التخفيف، كما يقال: كُتب، ورُسْل، وعُنْق، وأُذْن، ونظائره، فكل هذا وما أشبهه جائز تسكينه بلا خلاف عند أهل العربية، وهو باب معروف من أبواب التصريف، لا يمكن إنكاره، ولعل الخطابي أراد الإنكار على من يقول أصله الإسكان فإن كان أراد هذه فعبارته موهمة، وقد صرح جماعة من أهل المعرفة بأن الباء هنا ساكنة، منهم الإمام أبو عبيد إمام هذا الفن والعمدة فيه".
قلت: كلام أبي عبيد في "غريب الحديث" (٢/ ١٩٢) وقال أبو العباس =

<<  <   >  >>