للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دعني وحالي في هوى أبيض ... كالبدر أو أحسن من ذلك

وعش مغنى في هوى أسمر ... أو مت إذا ما شئت في حالك

وقال شمس الدين محمدبن العفيف في غلام جرحت كفه السكين:

لم تجرح السكين كف معذبي ... إلا لمعنى في الهوى يتحقق

هي مثلما قيل جارحة غدت ... ولكل جارخة إليه تشوق

وكتب إلى القاهرة من بعض متجدداته سيدي القاضي شهاب الدين أحمد بن حجر -سلمه الله تعالى -في غلام مر بروضة مزهرة:

ولم أنس إذ مر الحبيب بروضة ... فغارت من الحبوب أعينها المرضى

ولاحت بخد الورد في الروض حمرة ... حياء وسمت أطرف نرجسه غضبى

وقال محيي الدين بن قرناص في غلام شد بوسطه بندا أحمر:

من لقبي من جور البند يحكى ... خنصرا فيه خاتم من عقيق

وقال ضلاح الديت الصفدي أنشدني من لفظه لنفسه المولى شهاب الدين أحمد بن مهاجر بحلب المحروسة في غلام لابس لامة حرب:

ما لاح في درع يصول بسيفه ... والوجه منه يضيىء تحت المغفر

إلا حسبت البحر مد بجدول ... والشمس تحت سحائب من عنبر

وقال جمال الدين بن نباتة في غلام يدعى خليل مضمنا:

يغيب خليل الحسن عني ليلة ... فأسأم من ليل طويل أراقبه

وكيف يطيب اليل عندي والكرى ... وليس إلى جنبي خليل ألاعب

وأنشدني الشيخ عز الدين الموصلي لنفسه فيه:

قال حبى خليلي غيرت ودي ... وتركت الفؤاد منى عليل

بعد عشق الملاح صرت تقيا ... ما تراعى من الأنام خليلا

وأنشدني سيدنا ومولانا القاضي صدر الدين بن الآدمى حسبما ورد اقتراحه من السادة المخاديم فضلاء الديار المصرية لنفسه:

يا متهمي بالقسم كن متحدي ... ولا تطل رفضي فإني عليل

أنت خليلي فبحق الهوى كن ... لشجوني راحما ًيا خليل

وقال سيدنا القاضي بدر الدين الماميني في غلام يسقي الماء:

بروحي ساقهمت إذ طاف بيننا ... بأكوابه اللاتي سقين أناما

ورمت ارتشاف البريق منه فلم يجد ... ولكن كسا جسمى ضنا وسقاما

ولنختم هذا الباب بحكاية لطيفة ونكتة غريبة ذكرها أبو الفرج المعروف بالببغاء قال تأخرت بدمشق عن سيف الدولة بن حمدان مكرها وقد سار عنها في بعض وقائعه وكان الخطر شديداً غلى من أراد اللحاق به من أصحابه حتى أن ذلك كان مؤديا إلى النهب وطول الإعتقال فاضطرت إلى أعمال الحيلة في التخلص والسلامة بخدمة من بها من الرؤساء والأخدشية وكان سنى وكان انقطاغي منهم إلى ابي بكر إلى بن صالح الروزبادي لتقدمه في الرياسة ومكانته من الفضل والصناعة فأحسنمقيلي وبالغ في الإحسان إلي وفضلت تحت الضرورة في المقام فتتوقف على قصد البقاع الحسنة والمتنزهات المطروقة تسلياً وتعللا فلما كان في بعض الأيام عملت على قصد دير مران وهذا الدير مشهور الموضع في الجلالة وحسن المنظر فاستصبحت من كنت آنس به وأمرت بحمل ما يصلح وتوجهنا نحوه فلما نزلنا أخذنا في شأننا وقد كنت اخترت من رهبانة لعشرتنا من توسمت فيه رقة الطبع وسماحة النفس والخلق حسبما جرى به الرسم في غشيان العمار وطروق اليرة من الطرق بعشرة أهلها والآنسة بسكانها ولم تزل الأقداح دائرة بين مطرب الغناء وزاهر المذاكرة إلى أن فض اللهو ختامه ولوح السكر لصحبي أعلامه وحالت مني نظرة إلى بعض الرهبان فوجدته إلى خطابي متوثبا ولنظري إليه مترقباً. فلما أخذته عيني أكب على يزعجني بخفى الغمز ووحى الإيماء فاستوحشت من ذلك وأنكرته ونهضت عجلاً واستحضرته فأخرج إلى رقعة مختومة وقال +لي قد ألزمك فرض الأمانة فيما تتمنه هذه الرقعة دونى وسقط زمام كتابها في استرهانك عنى ففضضتها قإذا فيها بأحسن خط وأملحه وأقواه وأوضحه: بسم الله الرحمن الرحيم لم أزل فيما تؤديه هذه المخاطبة يا مولاي بين حشم يحث على الإنقباض عنك وحسن ظن يجض على السانح بنفيس الحظ منك إلى أن استنزلتني الرغبة فيك على حكم الثقة بك من غير خبره ورفعت بيني وبينك سحب الحشمة فأطعت بالإنبساط أوامر المؤانسة وانتهزت في التواصل إلى مودتك فأبت الفرصة والمستماح منك جعلني الله فداك زورة ارتجح بها ما اغتصبتنيه الأيام من المسرة مهنأة بالإنفراد إلا من غلامك الذي هو مادة مسرتك وأنشد:

<<  <   >  >>