الباب الأربعون في خزائن السلاح والكنائن
سأل عمر بن الخطاب (عمرو بن معدي كرب عن السلاح فقال ما تقول في الرمح قال أخوك وربما خانك فانقصف، قال فما تقول في الترس قال هو المجن وعليه تدور الدوائر، قال فالنبل قال منايا تخطئ وتصيب، قال فما تقول في الدرع قال مفشلة للراجل مغلة للفارس وإنها لحصن حصين، قال فما تقول في السيف قال هنالك لا أم لك يا أمير المؤمنين فعلاه عمر بالدرة وقال له تقول لا أم لك قال الحمى أصرعتني.
القاضي الفاضل من قصيدة:
تمد إلى الأعداء منا معاصما ... فترجع من ماء الكلى بأساور
وله:
ولرب هاتفة دعتهم للوغى ... جعلوا صليل المرهفات صداها
هو في بحار يديه أمواج ترى ... نفوس من قتلته من غرقاها
العنوي:
كأن على انفراده موج لجة ... تعاصر في حافاته وتجول
كأن عيون الذر كسرن حوله ... عيون جراد بينهن دخول
حسام غداة الروح حتى كأنه ... من الله في قبض النفوس رسول
أبو العلاء المعري:
ودبت فوقه حمر المنايا ... ولكن بعدما مسخت نمالا
غراراه لسانا مشرفي ... يقول غرائب الموت ارتجالا
يذيب الرعب منه كل عضب ... فلولا الغمد يمسكه لسالا
النامي:
ذي مدمع من غير ما مستعبر ... وتبسم من ثغره متوالي
ويريك في لألأته متواقدا ... حنق المنون به على الآجال
وقال أعلم الرؤساء ابن الصيرفي أبو القاسم علي بن منجب من نشره على طريق اللغز يبالغ في شكره إذا أفسد وبرح ويقبل في تزكية شهادة المجرح.
ابن قلاقس:
أسرتهم وشهرته فجموعهم ... مذ أحرمت في راحتيك حرام
وكلاهما جفن منعت غراره ... لكن ذا عضب وذاك منام
ابن سناء الملك:
له منصل لا ينقضي فرض حجه ... فبالضرب لبى وهو بالسل محرما
تنسك الإسلام لما رأيته ... يحل له في الشرع أن يشرب الدما
فكم سل لما سل من بطن غمده ... لسان دم من ضربة خلقت فما
وقال وجيه الدين بن الدروي:
فنقت بأجساد الأسود لواحظاً ... رنت المنايا يا عن عيوب الثعالب
وأنطفت أفواها على فم العدى ... بألسنة البيض الرقاق المضارب
بحيث الوغى روض تغنى ذبابه ... وسال على نور الطلى كالمذائب
وقد نشقت ورد الكلوم صعاده ... وما شربت إلا دماء الترائب
وله:
سكران من شره خمر الدما فإن ... حياه نور الطلى غنى له هزجا
ذو الوزارتين لسان الدين بن الخطيب الأندلسي:
وخليج هند راق حسن صفائه ... حتى يكاد يعود فيه الصيقل
غرقت بصفحته النمال وأوشكت ... تبغي النجاة فأوثقتها الأرجل
فالصرح منه ممرد والصفح من ... هـ مورد والشط منه مهدل
وقال مجير الدين بن تميم:
لما اقتنيت من الصوارم أعوجا ... يجري القضاء بنهره المتموج
جبت القفار وما حملت أداوة ... للماء من ثقتي بنهر الأعوج
ابن نباتة:
وصارم كعباب الموج ملتطم ... يكاد يغرق رابية ويحترق
لما إذا جدولا تسقي المنون به ... أضحى يشف على حافاته العلق
الشريف البياضي:
وإنا إذا الأرواح ذابت مخافة ... فتحنا بأشطان الرماح ركاياها
متى ما أردنا أن يذاق حديدنا ... خلعنا بحد المشرفية أفواها
ومن كلام تقي الدين بن حجة في معنى سكون الحرب: واعتقل الرمح بسجن السلم بعد أن كان على رأسه لواء الحرب معقود وهجعت مقل السيوف في أجفانها لما علمت أن الزيادة في الحد نقص في المحدود.
وللشيخ برهان الدين القيراطي:
قوم مناديلهم بيض فكم مسحت ... رقاب أعدائهم تلك المناديل
الغزي وأجاد:
وقد سلب الطعن الأسنة لونها ... فعصفر في اللبات ما كان أزرق
وأسيادنا في السابغات كأنها ... جداول تجري بين زهر تفتقا
ابن خفاجة:
موسد تحت ظل السيف تحسبه ... مستلقيا فوق شاطئ جدول ثملا