للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خدمت بذاك الوجه للشعر ناظرا ... لعلي أمسي واليا منة ولاته

وأصل حسابي ضبط حاصل وصله ... وتقبيله مستخرج من جهاته

وقال برهان الدين القيراطي:

خدمت بالاغرال أبوابه ... لما تبدى حسنه الباهر

ولي من الدمع على خدمتي ... جراية أطلقها الناظر

وقال ابراهيم المعمار:

لملانا الوزير ندى بأس ... واحسان به سمحت حياتي

فيرضينا بألفاظ وكذب ... محالات على كل الجهات

وظرف ابن الوردي في قوله:

وكنت إذا رأيت ولو عجوزاً ... تبادر بالقيام على الحرارة

فأضحى لا يقوم لبدر تم ... كأن النحس قد أعطى الوزاره

الباب السابع والثلاثون في كتاب الإنشاء وهو فصلان

الفصل الأول: فيما يحتاج إليه كاتب الإنشاء من الأخلاق والأدوات والآلات.

الفصل الثاني: في أعيان كتاب الإنشاء قديماً وحديثاً ونبذة مما لهم من المكاتبات.

الفصل الأول قال أبو حيان التوحيدي يجب على الكاتب أن يكون حافظاً لكتاب الله تعالى لينتزع من آياته وأن يعرف كثيراً من السنة والأخبار والسير حافظاً لكثير من الرسائل والكتب وأن يكون تناسب الألفاظ متشابه الخط ذكياً عارفاً بما يحتاج إليه خبيراً بالحلى والشيات مضطلعاً لعب الكتابة له في يد السواد وعمل في الحساب وأن يكون له يد في عمل الشعر نظيف لطيف المركب ظريف الغلام لقيق الدواة حاد السكين صقيل الكاغد صلب الأقلام متودداً إلى الناس مخالطهم غير متكبر عليهم ولا منقبض منهم دمث الأخلاق رقيق الحواشي ترف الأطراف عذب النجايا حسن المحاضرة مليح النادرة غير قنف ولا متعجرف ولا متكلف للألفاظ الغريبة ولا متعسفاً للغة الغويصة. انتهى كلام أبي حيان. وقال أبو الحسين محمد بن أحمد أظنة قدامة منزلة الكاتب التي يستحق بها أن يكون كاتباً في قوله وفعله ومحاورته وفطنته وحجاجه وأن يكون مطبوعاً على المعرفة محنكاً بالتجربة عالماً بحلال الكتاب والسنة وحرامهما ومتشابههما وناسخهما ومنسوخهما وبالأزمنة والأدوار في اختلافها وتعاقبها وبالملوك في سيرها وأقدارها وبالخطوط وأنسابها وأقلامها في تصاريفه وجهاته وبوادي الكلام ومقاطيعه في فواتح الوصف وخواتم الوقف وفصول التمام ورسوم الكتب وأقدار الرجال وتأليف الأوصاف ومشاكلة الاستعارة وإثبات المعنى بشكله من القول والعلم بالنظائر والأشباه والتثبت بالشواهد والأمثال حتى ينصب البيان أشخاصاً ماثلة ويقيم للقول صوراً ناطقة تنبئ عن أحوالها وتدل على منازلها مع التخلق بأخلاق الدين والتحلي بحلية الكرم وإثبات محاسن الأمور والأحمال في الصبر والطلاقة ولبسة اللب والوفاء واجتناب الدنانا والنقائض في الشره والارتشاء والقلق وقال محمد بن أيوب بن سليمان عميد الرؤساء وأبو طالب وزير للقائم حال كونه أولى عهد كان مترسلاً بليغاً متفنناً صنف كتاباً في الخارج وهو القائل الكتب سبعة.

أولهم الكامل الذي ينشئ ويملى ويكتب.

الثاني الأعزل وهو الذي ينشئ ويملى وخطه رديء.

الثالث المبهم الذي يكتب خطاً مليحاً ولا يد له في الإنشاء.

الرابع الرقاعي يجيد رقعة يكتبها ولا خط له في التطويل.

الخامس المختل وهو الذي له حفظ ورواية ويعجز عن الإنشاء فهذا نديم.

السادس المخلط وهو الذي يأتي بالدرة والبعرة ويقرن بينهما.

<<  <   >  >>