للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرمح: ذكر القاضي الرشيد بن الزبير في كتابه العجائب والظرف أنه كان في خزانة السلاح أيام السفاح خمسون ألف درع وخمسون ألف سيف وثلاثون ألف جوشن ومائة ألف رمح، ومنه قال الفضل بن الربيع لما ولي محمد الأمير الخلافة في سنة ثلاث وتسعين ومائة أمرني أن أحصي ما في الخزائن من الكسوة والفرش والآنية والآلة ذكرت الفرش والكسوة في بابها من هذا الكتاب وأما الآلة فعشرة آلاف سيف محلاة بالذهب وخمسون ألف للشاكرية والغلمان ومائة وخمسون ألف رمح ومائة ألف قوس وألف درع خاصة محلاة وألف درع عامة وعشرون ألف بيضة وعشرون ألف جوشن ومائة وخمسون ألف ترس وأربعة آلاف سرج محلاة خاصة وثلاثون ألف سرج عامة.

القاضي الفاضل:

يقتل حيات الحقود من العدا ... بحيات سمر بالأسنة نهشا

وينصبها أن يرتقوا السحب سلما ... ويرسلها أن ينزلوا القلب كالرشا

وله:

أمنصل الرمح الطويل بكوكب ... من ذا يطاعن والسماك سنان

ابن سناء الملك:

ملوك يحوزون الممالك عنوة ... بسمر العوالي أو بيض القواضب

رماح بأيديهم طوال كأنما ... أرادوا بها تثقيب در الكواكب

ابن قلانس:

وقد كحلت بأميال العوالي ... أساة الحرب أحداق الدروع

وشب اليأس نيران المواضي ... وأسبل غيث أمواه الدموع

فللفرسان من محل وحل ... حديث عن مصيف أو عن ربيع

وله:

ومصرف الرمح الطويل سنانه ... فتحنا له قلما هناك محرفا

حيث العجاجة فوق لامعة الظبي ... تثني على الأصباح ليلا مغدفا

فتريك طرف الجو منها أكحلا ... ومن الطوال السمهرية أوطفا

ابن النبيه:

والنبل في خال العجاج كأنه ... وابل تتابع في خلال سحائب

لعبت أسنته على أعلامها ... فكأنها شهب ذوات ذوائب

الذروي:

ووراء هاتيك الخيام أهلة ... هاماتها نبت الوشيح الأعوج

ارتحت حولهم لزرق أسنة ... حتى كأنك في رياض بنفسج

ابن المنشد ملغزا فيه:

أي شيء يكون مالا وذخرا ... راق حسنا عند اللقاء ومخبر

أسمر القد أزرق السن وصفا ... إنما قلبه بلا شك أحمر

الفاضل:

فيا عجبا للملك قر قراره ... بمختلفات من قتال الشواجر

طواعن أسرار القلوب نواظر ... كأنك قد نصلتها بنواظر

لسان الدين محمد بن الخطيب:

وبكل أزرق إن شكت ألحاظه ... من العيون فبالعجاجة مكحل

متأود أعطافه من نشوة ... مما يعل من الدماء وينهل

عجبا له أن النجيع بطرفه ... رمد ولا يخفى عليه مقتل

السيد الفاضل شمس الدين بن الصاحب موفق الدين علي بن الآمدي:

غصون بها طير النفوس تنافرت ... وعهدي أن الغصن للطير مألف

ولا ورق إلا من التبر حولها ... ولا زهر إلا من النصر يقطف

وقال فخر القضاة نصر الله بن بصاقة كتب للناصر داود بن عيسى ووزر له وجلس معه في صدر الإيوان ومن نظمه ملغزاً:

عصى ثقيل إن أطيل عنانه ... مطيع خفيف الكل حين يقصر

ترى منه أميّا إلى الخط ينتمي ... ومغزى يغزو الروم وهو مزنر

عجبت له من صامت وهو أجوف ... ومن مستطيل الشكل وهو مدور

ومن طاعن في السن ليس بمنحني ... ومن أرعن ما عاش وهو موقر

ابن نباتة السعدي:

ولوا عليها يقدمون رماحنا ... وتقدمها أعناقهم والمناكب

خلقن بأطراف القنا لظهورهم ... عيونا لها وقع السيوف حواجب

ذكر الثعالبي في لطائف المعارف أن أول من عمل له سنان من حديد ذو يزن الحميري وإليه نسبت الرماح اليزنية وإنما كانت أسنة العرب من صياصي البقر.

قلت: قد كان رسم لجماعة من الفضلاء بالمملكة الشامية أن ينظموا أبياتاً تكتب على أسنة الرماح وأن تكون البيوت أربعة وذلك برسم المقر العالي الظبنغا الجوباني كافل الشام المحروس رحمه الله تعالى فنظم سيدنا المقر المرحوم الشهير بابن الشهيد فتح الدين رحمه الله تعالى:

إذا الغبار علا في الجو غبره ... فأظلم الجو ما للشمس أنوار

هذا سناني نجم يستضاء به ... كأنه علم في رأسه نار

والسيف إن نام ملء الجفن في غلق ... فإنني بارز للحرب خطار

<<  <   >  >>