للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الرماح لأغصان وليس لها ... سوى النجوم على العيدان أزهار

وأنشدني القاضي المرحوم أمين الدين محمد الأنصاري لنفسه وهو إذ ذاك كاتب السر بحمص المحروسة:

عروس سناني حين يجلي على العدا ... وتظهر تبدي ما لهم من بمواطن

وقد صيغ من هم فبين صدورهم ... مجال له رحب فسيح المواطن

سيلقون يوم الجمع غبنا لموتهم ... بطعني ويوم الجمع يوم التغابن

وإن شهدوا بالجور فيّ وعدلوا ... فإني قد بنيت فيهم مطاعني

ونظم سيدنا القاضي صدر الدين علي بن الحنفي الآدمي رحمه الله وأنشدنيها من لفظه وهي من مبادئ نظمه:

النصر مقرون بضرب أسنة ... لمعانها كوميض برق يشرق

سبكت لتسبك كل خصم مارد ... وتطرقت لمعاند يتطرق

زرق تفوق البيض في الهيجاء إذ ... يحمر من دمه العدو الأزرق

ينسخن يوم الحرب كل كتيبة ... تحت الغبار فنصرهن محقق

ونظم الشيخ شمس الدين محمد بن بركة الرئيس وأنشدنيها من لفظه لنفسه رحمه الله تعالى:

أنا أسمر والراية بيضاء لي ... لا للسيوف وسل من الشجعان

لم يحل لي عيش العداة لأنني ... نوديت يوم الجمع بالمران

وإذا تناغمت الكماة بجحفل ... كلمتهم فيه بكل لسان

فتخالهم غنما تساق إلى الردى ... قهر المعظم سطوة الجوبان

لو قال: كلمت كلا منهم بلسان، لكان أحسن الشيء يذكر بلوازمه، نقلت من مجموعة بخط بعض الأفاضل أن بعض الأمراء بالأندلس وأظنه المنصور بن عامر رحمه الله كان إذا قصد غزوة عقد لواءه بجامع قرطبة ويجعل مسيره إلى الغزوة من الجامع فاتفق أنه في بعض حركاته للغزوات توجه إلى الجامع لعقد اللواء واجتمع عنده القضاة والعلماء وأرباب الدولة فرفع حامل اللواء فصادف ثريا من قناديل الجامع فانكسرت على اللواء وتبدد عليها الزيت فتطير الحاضرون من ذلك وتغير وجه المنصور فقال رجل وقال أبشر يا أمير المؤمنين بغزوة هينة وغنيمة سارة قد بلغت أعلامك الثريا وسقاها الله من شجرة مباركة فاستحسن ذلك المنصور واستبشر وكانت تلك الوجهة من أبرك غزواته.

وما أظرف وألطف قول الشيخ صدر الدين بن الوكيل متغزلا:

كم قال معاطفي حكتها الأسل ... والبيض سرقن ما حوته المقل

فالآن أوامري عليهم حكمت ... البيض تحد والقنا تعتقل

ابن تميم:

لو كنت تشهدني وقد حمى الوغى ... في موقف ما الموت عنه بمعزل

لترى أنابيب القناة على يد ... تجري دماً من تحت ظل القسطل

ابن شرف القيرواني:

وقد وخطت أرماحهم مفرق الدجى ... فبات بأطراف الأسنة شائبا

<<  <   >  >>