للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سيدي لازلت تنصف بالوالج بين الخلاخل والدمالج وتركض فوقها ركض ىالهمالج أخبرني كيف كانت الحال وهل لاحظت بالقاع من خير البقاع الرحال وأحكم بمرود المراودة الاكتحال واكتحل بالسقيا الإمحال وصح الانتحال وحصحص الحق وذهب المحال وقد طولعت بكل بشرى وبشر وزفت هند منك إلى بشر فلله من عشيقه تمتعت من الربيع بفرش موشية وابتذل منها أي وساد وحشية وقد أقبل ظبي الكناس من الديماس ومطوق الحمام من الحمام وقد حسنت الوجه الجميل النظر به وأزيلت عن الفرع الأثيث الأبري هـ وصقلت الخدود فكأنها الأمريه وتسلط الدللك على الجلود وأعزبت النورة بالشعر المولود وعادت الأعضاء تزل عنها اللمس ولا ينالها البنان الخمس والسحلة يجول في صفحتها الفضية ماء النعيم والمسئول بيني من بينه الشعيم والقلب يرمي من الكف للرقيم بالمعقد المقيم وينظر إلى نجوم الوسوم فيقول إني سقيم، وقد تفتح ورد الخضر وحكم لزنجي الضفيرة بالظفر واتصف أمير الحسن بالصدود المغتفر ورش بماء الطيب ثم أعلق بالله بالعود الرطيب وأقبلت الغادة تهديها الثمن وتزفها السعادة فهي تمشي على استحيا وقد ذاع طيب الربا وراق حسن المحيا حتى إذا نزع الخف وأقبلت الأكف وصحب المزمار وأجاب الدف وداع الأزج وتخور اللوى والمنعرج ونزل على بشر بزيارة هند الفرج اهتزت الأرض وربت وغوصبت الطباع البشرية فأبت.

ولله در القائل:

ومرت وقالت متى نلتقي ... فهش اشتياقاً إليها الخبيث

وكاد يمزق سرباله ... فقلت إليك بساق الحديث

فلما انسدل الظلام وانتصفت من عريم العشاء الآخرة فريضة الإسلام وخاطت خيوط المنام عيون الأنام تأتي دنو الجلسة ومسارقة الخلسة ثم آن عض النهد وقبلة الفم والخد وإرسال من الخد إلى الوهد وكانت الإمالة القليلة قبل المد ثم الإفاضة فيما يعيط ويرعب ثم الإماطة لما يشوش ويشغب ثم إعمال المسير إلى السرير وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا ورضيت فذلت صعبة أي إذلال هذا بعد منازعة الأطواق بسرة تراها العيد من حسن المسرة ثم شرع في حل التكة ونزع السكة وتهيأت الأرض الغرار عمل السكة ثم كان الرأي الاستعجال وحمى الوطيس وضاق المجال وعلا الحرة الخفيف وتصافرت الخصور الهيف وتساطر الطبع العفيف وتواتر التقبيل وكان الأخذ الوبيل وأمتار الأنول من النيل ومنها جائز وعلى الله قصد السبيل فيا لها من نعمة متداركة ونفوس على سبيل القحة متهالكة ونفس تقطيع حروف الحلق وسبحان الذي يزيد في الخلق وعظمت الممانعة وكثرت باليد المصانعة وطال التراوع وشكى التجاوز وهناك تختلف الأحوال وتعظم الأهوال وتخسر وتربح الأموال فمتى عصى ينقلب ثعباناً مبيناً ونونه تصير سيناً وبطل لم يهله المعترك الهائل والوهم الزائل ولا حال بينه وبين قربه الحائل فتعدى فتكة السليك إلى فتكة البراض وتقلد مذهب الإراقة من الخوارج في الاعتراض ثم شق الصف ونقد خضب الكف بعد أن كان يصيب البراء بطعنته وسبق بمفت الله وبعنايته طعنة ابن عبد القيس طعنة ثائر لها نقد لولا الشعاع أضاءها وهناك هدأ القتال وسكن الجبال ووقع التوقع فاستراح البال وتشوق إلى مذهب التنويه من لم يكن للتوحيد بمثال وجعل الجريح يقول وقد نظر إلى دمه يسيل على قدمه إني له عن دمي المسفوك معتذراً وقول حملته في سفكه تعباً ومن سبات عاد عياناً وشجاع صار جباناً كلما شابته شائبة ربية أدخل يده في جيبه فالحجرة الحية وماتت الغريزة الجبة وتقلب الخضر وخف اللغاب وتظاهر اللعاب ويخفق الفؤاد ويكبو الجواد ويسيل العرق ويشتد الكرب والأرق ولبس في محل الأمن الغرق ويدرك فرعون الغرق ولا يزيد الحال إلا شدة ولا يعرف تلك الجارحة المؤمنة إلا ردة.

إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده

فكم مغري بطول اللبث وهو من الخبث يؤمل الكرة ليزيل المعرة ويستنصره الجبال ويعمل باليد الاحتبال.

شعر:

إنك لا تشكو إلى مصمت ... فاصبر على الحمل الثقيل أو مت

<<  <   >  >>