للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكباب: بفتح الكاف وهو اللحم المشروح وأجوده ما شرح اللحم شريحاً خفيفاً ونثر عليه الملح ونصب له مقلى على النار بلا دسم وطرح عليه وقلب من جنب إلى جنب حتى ينضج ويحمر هذا هو الكباب الخالص بعينه وهو الذي كان يعمل ليحيى بن خالد ولولده وفيه يقول أبو الفتح البستى:

عليك إذا أنجاب الدجى بكباب ... وعقبه مرتاحاً بكأس شراب

فلم يفتح الأقوام بابا إلى المنى ... كباب شراب أو كباب كباب

الخخيطية: تخصب الجسم وتغذوه وتزيد في الباءة.

الكشك: قال جالينوس أبوان كريمان انتجا لئيما.

الططماج: عسر الهضم من اجل أنه من خبز فطير فهو يزلق في المعدة وإصلاحه بالثوم ويؤكل معه النعنع ويشرب نبيذاً صرفاً قوياً وعسلاً مطبوخاً بأفواه إلا أن يكون محروراً فلا يحتاج إلى ذلك.

الملوخيا: غليظة لزجة باردة كثيراً، الإكثار منها يضر بالمرطوبين والمبلغمين وإصلاح ضررها أن تطبخ بلحوم الغزلان لخفته وحرارته أو مع الحجل أو مع الفراخ النواهض أو الفراريج السرخسية فغن لم يتفق فتلقى فيها الشرايح الجافة المدخنة أو التنورية عند خروجها من التنور وكذلك الباذنجان المقلى يلقى عليها ويكمر ساعة ثم تؤكل وماء الليمون يلطف غلظها ويقطع بلزوجتها ولا يصلحها إصلاحاً تاماً إلا هو وإذا قطع ورقها الأخضر ووضع على لسعة الزنبور نفعها وطبيخ ورقة ينفع حرق النار وفيه أكثر منافع الخطمى وهي فرع منه وذكر أنها قديماً لم يكن لها ذكر ولا قدر ولا تصريف في مدينة ولا في إقليم إلا بعد ثلثمائة وستين سنة مضت من الهجرة النبوية بمصر خاصة وكان السبب في ذلك أن المعز ياني القاهرة لما دخل مصر استوباها واختلف عليه الهواء الذي كان يعهده بأفريقيا ورطوبته لمجاورته البحر فأصابته يبس واستولت عليه أمراض حارة فتدبر له أطباء مصر قانوناً من العلاج من جملته الغذاء بالملوخيا فوجد لها نفعاً بينا في التبريد والترطيب وأقلع عنه معظم ما كان يجده من الأعراض الرديئة التي سببها اليبس والحرارة وأدمن أكلها فأبلى من مرضه ووقعت منه بموقع عظيم وأمر بإصلاحها له ولخواصه حتى سميت الملوكية وبلغ من اعتنائهم بها انهم كانوا يجففونها ويطبخونها مجففة السنة كلها وكان باكورها إذا دخل القصر يكون ذلك اليوم موسماً عظيماً ويعظطى مهديها عطاء جزيلاً.

ما ورد من المنظوم والمنثور في هذا الباب: كتب الشيخ جمال الدين بن نباته يتشكر من بعض الرؤساء وقد أهدى له خروفاً مشوياً شكر الله إحسان مولانا الذي وصل فأوصل إلى القلب جبره وإلى الكف بره وإلى الفم كل شحمة كأهداب الدمقس المفتل وكل فلذة صفراء تسر ناظر المتأمل فما أحسن ما ملأ ذلك الجود فمه وعينيه وتلقاه المملوك قائلاً هذا الشرف الذي ينطح النجوم برقيه لقد أربى تواتر هذا البر على ما في النفس ولقد جددت هذه الهدية فخراً حتى كأنما أهدى له حمل البروج على طبق الشمس ولقد آن أن ينثر من الدهر وتنتصف ولقد عرف رجاءه من أنين يؤكل الكتف فإنه الكرم الذي لا يحيل الآمال على سوف والفضل الذي أضاف المملوك وآواه فأطعمه من جوع ومن خوف لا برح مولانا يحيى مأثر آبائه إلى ويقيم سنن قراهم التي هي على الدهر كالحلى ولا زال يفتخر فيقول عزمه أنا طلاع الثنايا ويقول بشره أنا ابن جلا، وقال ابن وكيع فيه:

حروف لو أشار إليه وهم ... تقطر جلده بالشحم يجري

لباطنه قميص من لجين ... تسربل فوقه بقميص تبر

وما احسن ما كتب به ابن خروف النجوى إلى ابن اللهيب وكان قد دعاه:

دعاني ابن لهيب ... دعاء غير نبيه

إن سرت يوماً إليه ... فوالدي في أبيه

<<  <   >  >>