للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رعى الله نعماك التي من أقلها ... قطائف من قطر النبات لها قطر

أمدّ لها كفى فأهتز فرحة ... كما انتفض العصفور بلله القطر

وله:

شكرا لبرك يا غيث العفاة ولا ... زالت مدائحك العلياء تنتخب

قد جدت بالقطر حتى زدت في طمع ... وأول الغيث قطر ثم ينسكب

سعد الدين بن عربي:

قال القطائف للكنافة ما ... بالي أراك رقيقة الجسد

أنا بالقلوب حلاوتي حشيت ... فتقطعي من كثرة الحسد

ولآخر في أقرصة البسندود:

أقرصة هشة مدورة ... كأنها في النقا كافور

كانها في الصحاف مطبقة ... دراهم فوقها دنانير

كتب سيدنا القاضي صدر الدين بن الأدمي إلى سيدنا وملانا أقضي القضاة بدر الدين محمد بن الدماميني ملغزا في لوذنج يقبل الأرض وينهي أنه أصدرها عن صدر محرور وقلب لانقطاعه عن الباب الكريم مكسور فاسبل عليها من فضلك ستور واعذر فإنها نفثة مصدور:

يا من له في عروض الشعر أيد ... فاق الخليل بها فضلاً وتمكينا

ما اسم دوائره في نظمه ائتلفت ... والثلم في صدرها مستعمل حينا

أجزاؤه من زحاف الحشو قد سلمت ... هذا ويقطع مطويا ومخبونا

تصحيف معكوسة لفظ يرادفه ... يا فرد يا رحلة قوم مقيمونا

والعبد منتظر من خله فرجا ... لا زال سعدك بالإقبال مقرونا

وقد جهزها لتنوب عنه في تقبيل اليد الكريمة وتستمطر من سحائب جوابه الصيب ديمه، فكتب إليه الجواب يقبل الأرض وينهي ورود المشرفة التي عذب معناها وشهد أهل الذوق بحلاوة مجناها وحاول العبد حل لغزها السير فإذن دون شهده ابن النحل وقرنه بألغاز المتأدبين فإذا هو مخصب النبات بتوال القطر وإذا تلك مطروقة المحل بالمحل وكادت مرارة الفقير تنفطر لعجزه عن هذه الحلاوة وجرى على عادته في الأسف المكرر حيث فقد هذا الرونق وتلك الطلاوة ولكنه عقد الفضيحة على نفسه بعد أن استقال وتجاسر بعد الخوف على نظم الجواب فقال:

يا مرسلا من شهى النظم لي كلما ... منها ابن سكرة راح مغبونا

لله درك صدرا من حلاوته ... وجوهر النظم لم يبرح يحلينا

جليت لغزك إذ أبهمته فلذا ... يا فاتني رحت بالإعجاب مفتونا

هذا وكم قد رأينا في دوائره ... للكف قبضا يزيد العقل تمكينا

وكن لنا هاديا صوب الصواب ودم ... فينا أمينا رشيد الرأي مأمونا

ولله تعالى يحلى أفواه ذاكريه بما هو أشهى من الوذانج وأحلى وأعناق المتأدبين من كلمه بما هو انفس من الدر وأغلى ويكلؤه في الإقامة والارتحال ويقي عيشه كل مرّ ويحفظه على كل حال، وقال الشيخ برهان القيراطي ملغزا:

هذان لغزان قد حلا ببابك يا ... قاضي البرية ما هذان خصمان

اسمان كل خماسي إذا كتبت ... حروفه وهما لا شك خدنان

تباينا في الورى شكلا إذا نظرا ... وصورة وهما في الأصل مثلان

يرى بكانون إصلاحاك أنهما ... كما لأصلهما نفع بنسيان

في مصر والشام منسوب لأصلهما ... يضاف يا خبر بستان لبستان

لكن إلى الصين منسوب مقرهما ... إن أحضرا في مكان بين أخوان

لذا كنا وهو بين الناس ليس له ... من كنية ما انتحى في ذاك اثنان

في البر يلقى وان فتشت عنه تجد ... في لجة البحر يلقى خمسه الثاني

نبت أرى النار قد أبدت له ورقا ... فأعجب له ورقا ينمو بنيران

يحيى إذا ما سقاه القطر وابله ... وجاده بسحاب منه هتان

كبيقة هو لكن لا يشم ولا ... يضاف يوماً إلى أزهار بستان

ذو رقة فإذا صحفته ظهرت ... كنافة منه فاستره بكتمان

وكم له من بدور كمل طلعت ... في سائر الشهر لم تمحق بنقصان

فقدها خيط فجر ابيض عجل ... بالرق يسطو عليها سطوة الجاني

يا حسنها ألسنا أضحت حلاوتها ... يحلو المديح لها من كل ملسان

تطوى على الحشو أحشاء وليس له ... في الأشعرية من رام بنكران

بالطي والنشر في حال قد اتصفت ... والطي والنشر فيما قيل ضدان

كم سكرت ففتحنا للدخول بها ... أبوابها فتلقتنا بإحسان

حسناء أجمع أهل الحل اجمعهم ... والعقد منا عليها بعد عرفان

<<  <   >  >>