للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر جيده ورديئه: أصنافه أربعة الذبابي والريحاني والسلقي والصابوني فأعلاه وأغلاه وأفضله في سائر الخواص الموجودة في الزمرد هو الذبابي وهو أخضر مغلوق اللون جداً لا يشوبه في خضرته شيء آخر من الألوان حسن الصبغ جيد المائية وإنما سمي ذبابياً لشبه لونه بالخضرة التي تكون في الكبار من الذباب الربعي لا في صغاره الموجودة في البيوت وهو أحسن ما يكون من الخضرة بصيصاً وذلك اللون غير موجود في ذباب البيوت وأما بقية الأصناف المذكورة من الزمرد غير الذبابي فإنها نازلة مقصرة عن جميع الخواص الموجودة في الذبابي ولهذا ألغيتها.

عيوب الزمرد: من أكبر عيوب الزمرد الذبابي اختلاف الصبغ حتى لا يكون موضع منه بلون مخالف للون موضع آخر ومن عيوبه عدم الاستواء في الشكل وهذا عام له وللياقوت ولكل حجر مستشف ثمين أو غير ثمين ومن عيوبه التشعير وهو من لوازمه لا يكاد يخلو منه وهو شبه شقوق خفية تظهر فيه.

خواص الزمرد: الذبابي في نفسه خواصه الكبرى في نفسه وهي التي انفرد بها عن سائر الأحجار وبها يمتحن الخالص منه من غيره أن الأفاعي إذا نظرت إليه ووقع بصرها عليه انفقأت عيونها على المكان قال احمد التيفاشي وقد كنت أقف على هذه الخاصة في الزمرد في كتب الحكماء ثم جربتها بنفسي فوجدتها صحيحة وذلك أنه كان وقع لي فص زمرد ذبابي خالص أردت امتحانه على عيون الأفاعي فاستأجرت حاوياً على صيد أفعى وجعلتها في طست وأخذت قطعة شمع فألصقتها في رأس سهم ثم ألصقت فيها الفص وقربته من عين الأفعى فكانت تثب أولاً نحو السهم وكانت لها حركة قوية تروم بها الخروج من الطست فلما قربت الزمرد من عينها سمعت قرقعة خفية كمن يقتل صبانة على ظفره ثم رأيت عيني الأفعى وقد برزتا على وجهها بروزاً ظاهراً وبقيت حائرة في الطست تدور فيه لتقصد مخرجاً ولا تدري حيث تتوجه وسكنت أكثر حركتها وانقطع وثوبها بالجملة، ومن خواصه الرخاوة وتخلل الأجزاء ومن خواصه خفة الوزن ومن خواصه شدة الملاسة والصقال والنعومة ومن خواصه زيادة الخضرة والماء إذا ركب على البطانة وأخص صفاته به الخفة.

خواصه في منافعه من خواصه أنه من نظر إليه أذهب عن بصره الكلال ومن خواصه أنه من تقلد بخاتم منه دفع عنه داء الصرع إذا كان لبسه له قبل حدوث الداء من أجل هذا كانت الحكماء تأمر الملوك تعلقه على أولادهم عند ولادتهم ليدفع عنهم داء الصرع ومن خواصه أنه سحل منه وزن ثمان شعيرات وسقاه شارب السم قبل أن يعمل السم فيه خلص نفسه من الموت ولم يتمعط شعره ولم ينسلخ جلده وكان شفاءه ومن خواصه أنه ينفع من نفث الدم وإسهاله إذا علق على من به ذلك ومن خواصه النفع من وجع المعدة إذا علق عليها من خارج ومن خواصه أنه ينافي الحيات المسمومة ولا تقرب حامله ومن خواصه أن شرب حكاكته تنفع من الجذام ومن خواصه أن جميع أصنافه كلها تصلح أن تعلق على العضد وعلى الرقبة للتعويذ وعلى الفخذ لسرعة الولادة مجرب.

ومن معانيه الشعرية قول القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر:

ذياب السيف من لحظ إليه ... لأخضر صدغه بعد انتساب

فلا عجب إذا ما قيل هذا ... له صدغ زمرده ذبابي

البلخش: معدنه الذي يتكون فيه، يؤتى به من بلخشان والعجم تقول بذخشان بذال معجمة وهي من مدن التتر فيما يتاخم الصين وأخبرني من وصل إلى معدنه من التجار أنه وجد في المعدن حجراً في باطنه ما لم يكمل طبخه وانعقاده بعد والحجر مجتمع عليه.

جيده ورديئه: هو ثلاثة أنواع أحمر معقرب وأخضر زبرجدي وأصفر وأجوده الأحمر وليس لجميعه شيء من الخواص التي للياقوت ومنافعه وإنما أفضليته شبهه والمائية والشعاع الأحمر لم يذكر فيه شيء من الخواص البتة.

<<  <   >  >>