للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشمالا كأنما أضل فريقا أو جهل طريقا حتى إذا دنى أفق السماء مسامتا للماء كأنه يمسح الفلك أو يطلب شيئا هلك طرق من خوفه فانحدر وهو يسابق القدر كأنه صخرة منجنيق أو حجر أرسل من رأس بيق له درى كدوى الرعد نطق عن الفيث بوعد فانتحى إحداهن وقد قرن مداهن فقنعها بيسراه وقد أضحت من يسراه وشيعها بيفاه وقد بلغ منها مناه فدحاها كأنها كره طوحت بها ضربة منكره فذكيناها تحليلا وأدقناه منها تعليلا ثم ملنا إلى قسى البنادق من كل ناطقة بالوعد الصادق يعطيك المراد لكرم أعراقها ويمنعك الفياد عن استغراقها ذات بطن كالحاجب المقرون وظهر قد أثرت فيه الجنادب القرون قد تعصفر أعلاها فرحا باستعلائه وأحد لرداها أسفا على استيلائه ترن عند الرشق رنين مصابها ويتشكى أليم أو صابها بل يسجع للنبض سجع الحمامة وينظر عند النقص نظر زرقاء اليمامة ألوان أوعيتها مختلفة وأكوان تسيرها مؤتلفة كأنها مجارى أنهار بين طرائق أزهار فسرنا صفوفا فوافينا الطيور رفرفا فلما قطعت في عراضنا وصارت منا كما عراضنا قلبت نحوها القسى أبصارا واتخذت من البندق رسلا وأنصارا فرشقناها مبسملين ولصرع أكثرها مؤملين فجرت تتهافت وأجنحتها تنقبض وتتكافت كأنما أسبقت إلى أقواتها واستنزلتها الفراخ بحسن أصواتها فبادرناها مكبرين ولنعم الله عليها مكثرين وواجرناها غصص المنايا بمدى معوجة كالحنايا وأصليناها ناراً تلظى تشقى بحميمها وتحظى كأنها عبدة أوثان أو متخذة لها ثان فسبحان من أحل سفك دمائها وأحل للبشر سبك ذمابها والسلام.

السيد الفاضل شمس الدين بن الصاحب موفق الدين ابن الأمدي في الفهد:

إذا طلب الغزلان فهو منون ... وإن دار في طرس الفلاة فنون

وكيف يضل الوحش عنه وجلده ... بمسود ذاك النقط فيه عيون

وله في الصقور:

وكأنما فوق الأكف فوارس ... في الخافقين يجلن بين خوافق

أكثرن لبس السابغات أما ترى الص ... دأ الحديد لهن فوق عوائق

<<  <   >  >>