للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألم يبلغك ما فعلت ظباه ... بكاظمة غداة لقيت عمرا

وقلبي مثل قلبك لست أخشى ... محازردة ولست أخاف ذعرا

وأنت تروم للأشبال قوتا ... وأبغى لابنة الأعمام مهرا

ففيم تروم مثلى أن يولى ... ويترك في يديك النفس قسرا

نصحتك فالتمس ياليث غيرى ... طعاما إن لحمى كان مرا

ولما ظن الغش نصحى ... وخالفني كأنى قلت هجرا

دنا دنوت من أسدين راما ... مراما كان إذ طلبا ذعرا

يكفكف غيله إحدى يديه ... ويبسطه الوثوب على الأخرى

هززت له الحسام فخلت أنى ... هززت له لدى الظلماء فجرا

حساما لورميت به المنايا ... لجاءت نحوه تعطيه عذرا

وجدت له بخافقة رآها ... كمن لديه مامنه قدرا

بضربة فيصل تركته شفعا ... وكان كأن الجلمود وترا

فخر مضرجاً بدم كأنى ... هدمت به بناء مشمخرا

وقلت له يعز على أنى ... قتلت مناسبى جلدا وقهرا

ولكن رمت شيئا لم يرمه ... سواك فلم أطق ياليث صبرا

تحاول أن تعلمنى فرارا ... لعمر أبى لقد حاولت نكرا

فلا تبعد فقد لاقاك حر ... يحاذر أن يعاب فمت بحرا

نادرة: قبل تعرض أسد لقافلة وصال على رجل منها فبادروا حتى حالوا بينهما وقالوا للرجل كيف حالك قال صالحة ولكن الأسد قد خرى في سراويلي ولمؤلفه رحمه الله: سألتك يا جميل الستر سترا ... أغيب به الخصم الظلوم

وذاك الستر ستر معنوى ... يرانى منه كالأسد العظيم

القول في طبائع الفيل: زعم بعض الباحثين عن طبائع الحيوان أن الفيلة مائية الطباع بالجاموسية والخنزيرية التي فيها وبعضها يسكن الماء وبعضها لا يسكنه وزعم آخرون أن الفيلة ضربان فيل ورند فيلوهما كالبخت والغراب والبقر والجواميس والبراذين والخيل والفأر والجرذان والنمل والذر وبعضهم يقول الفيل الذكر والرندفيل الأنثى وهذا النوع لا يتلاقح إلا في بلاده ومغارس أعراقه وإن صار أهليا وهي تتوالد بأرض السند والهند وهي أعظمها خلقا وبجزيرة سرنديب وينتهى في عظم الخلق إلى أن يبلغ في الارتفاع عشرة أذرع وفي ألوانها الأسود والأبيض والازرق والأبلق وهو إذا غتلم أشبه الجمل في ترك الماء والعلف حتى ينضم إبطاه ويتورم رأسه ولم يكن لسواسه غير الهرب منه وربما صار وحشياً وجهل جهلاً شديداً والفيل ينزو إذا مضى له من العمر خمس سنين وإذا حملت لا يقربها الذكر ولا يمسها ولا ينزو الذكر علها إذا وضعت إلا بعد ثلاث سنين ولا ينزو إلا على فيلة واحدة وله عليها غيرة شديدة وإذا تم حملها وأرادت الوضع دخلت النهر حتى تضع ولدها بالماء لأنها تلد قائمة إذ لا فواصل لقوائمها فتبرك والذكر بعد ذلك يحرسها وولدها من الحيات وذلك لعداوة أصيلية ووضع ذكر الفيل شبيه بالفرس لكنه صغير عنه جثة وهو في الفرس العتيق صغير أيضاً وأنثيا الفيل داخل ذنبه قريب من كليتيه ولذلك يسفد سريعاً كالطير لأن داخلاً قريباً من القلب ينضج المنى بسرعة ويقال أن الفيل يحقد كما يحقد الجمل ويحفظ الشيء الذي يكرهه القيم عليه حتى يقابله عند تمكنه منه وربما قتله وزعم أهل الهند أن لسان الفيل مقلوب ولولا ذلك لتكلم وهو صغير جداً ويجعلون أن قرينه هما ناباه يخرجان مشتطين حتى يخرقا الحنك وعلم ذلك من تسريحه ويوجد فيه الأعقف والمستقيم.

<<  <   >  >>