للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما أن تراه مشاهداً لجماله ... إلا وتعجب من سناه فتنشد

وإذا نظرت إلى البقاع وجدتها ... تشقى كما تشقى الرجال وتسعد

وقال الشيخ بدر الدين ابن الصاحب في عمارة السلطان الملك الظاهر برقوق التي بناها بين القصرين عمرها بحياته عمارة الظاهر قد أصبحت أركانها شاهقة كالعلم وبشرت أحجارها بالبقاء وأنه يبلغ سن الهرم.

وله في رباط المعشوق الذي بمصر المحروسة المشرف بالآثار الشريفة:

لنا رباط وبالمعشوق شهرته ... أثار خير الورى فيه يتحقق

يصبو فؤادي لمرآة ولا عجب ... ان هام قلبي في أثار معشوق

غيره:

أتيت إلى المعشوق من بعد فرقة ... وهجر وقلبي بالنوى يتضرم

فقابلني والثغر بالزهر باسم ... وما أحسن المعشوق للصب يبسم

قلت وأنشدني من لفظه لنفسه الشيخ الإمام الفاضل اللغوي جلال الدين أبو المعالي ابن خطيب داريا:

يا عين إن بعد الحبيب وداره ... ونأت مرابعه وشط مزاره

يا عين ويحك فانظري وتمتعي ... إن لم تريه فهذه آثاره

وقال الشيخ شمس الدين بن الصائغ الحنفي موريا به وبغيره من منارة مصر المحروسة:

وليلة مرت بنا حلوة ... إن رمت تشبيها لها عبتها

لا يبلغ الواصف في وصفه ... حدا ولا يلقى لها منتهى

بت مع المعشوق في خلوة ... نلت من خرطومه المشتهى

وقرأت في شرح قصيدة بني الأفطس التي شرحها الكاتب أبو القاسم عبد الملك بن بد الله بن بدرون الحضرمى السلمي رحمه الله عند ذكر كسرى هو كسرى أنوشروان بن ساسان كان ملكه ثمانية وأربعين سنة وقيل سبعا وأربعين سنة وثمانية أشهر وهو الذي بنى سور الباب والايوان وجعل هذا السور من جوف البحر مقدار ميل وبناه على الزقاق بلين الحديد والرصاص كلما ارتفع البناء نزلت إلى أن استقرت في قرار البحر وارتفع السور على الماء فغاصت الرجال بالخناجر والسكاكين إلى ذلك الزقاق فشقتها وتمكن السور على وجه الأرض في قاع البحر وذكر المسعودي أن هذا السور كان باقياً سنة اثنين وثلاثين وثلثمائة ويسمى هذا السور الذي في قاع البحر القيد وصعد هذا السور في أكر على جبل الفتح أربعين فرسخاً حتى انتهى إلى طربستان وجعل على كل ثلاثة أميال من هذا السور بابا من الحديد وأسكن من داخله أمة من الناس تراعي ذلك الباب وما يليها من السور وذلك لدفع الأمم المتصلة بذلك الجبل وهم أنواع من الأمم منهم اللان والجزر والترك والبرغز وغيرهم وذكر في كتابه هذا عند ذكر المأمون ومن تسمى باسمه فمنهم يحيى بن ذي النون صاحب طليطلة يحكى أنه بنى قصر طليطلة وتأنق في بناءه وأنفق فيه أموالاً كثيرة وصنع فيه بحيرة وبنى في وسطها قبة وسيق الماء إلى رأس القبة حواليها محيطاً بها متصلاً بعضه ببعض فكانت القبة في غلالة من ماء تكسب ولا تفتر والمأمون بن ذي النون قاعد فيها لا يمسه فيها شيء ولو شاء أن يوقد فيها الشمع لفعل فبينما هو نائم فيها إذ سمع منشدا ينشد:

أتبنى بناء الخالدين وإنما ... بقاؤك فيها لو عقلت قليل

لقد كان في ظل الاراك كفاية ... لمن كان يوماً يقتضيه رحيل

فما لبث بعد هذا إلا يسير حتى قضى نحبه: أنشدني الشيخ شمس الدين الجرائحي من لفظه لنفسه وقد أمره القاضي فتح الدين بن الشهيد أن ينظم شيئاً يكتبه على طراز في صدر إيوانه:

أيا من يطرز الدر أكمامهم سمت ... قفوا وانظروا دار الطراز على خصري

وصدري لاسرار الممالك حائط ... من الفضة البيضاء والذهب المصري

فمن ذا يضاهني افتخار وقد غدت ... خزائن أسرار الممالك في صدري

<<  <   >  >>