فقط، وإذا لم يكن قبل الحرف المدغم حرف علة فان كان منصوبا فلا شيء فيه سوى الإدغام الخالص نحو وشهد شاهد. وإن كان مضموما نحو سيغفر لنا ففيه ثلاثة أوجه: الإدغام المحض بلا روم ولا إشمام؛ والإدغام المحض مع الإشمام، والإدغام غير المحض مع الروم. وإن كان مجرورا نحو إلى الجنة زمرا ففيه وجهان: الإدغام الخالص من غير إشمام ولا روم، والإدغام غير الخالص مع الروم.
وقد منع العلماء الروم والإشمام في الحرف المدغم إذا كان باء والمدغم فيه باء أو ميم نحو نصيب برحمتنا ويعذب من، أو كان ميما والمدغم فيه ميم أو باء نحو يعلم ما وأعلم بكم، ومنع بعض أهل الأداء الروم والإشمام في الفاء المدغمة في مثلها نحو تعرف في، ووجه منع الروم والإشمام في الباء والميم والفاء أن هذه الحروف تخرج من الشفة، وحينئذ يتعذر فعلهما في الإدغام دون الوقف، وذهب بعض المحققين إلى جواز الروم في الصور السابقة دون الإشمام، والمراد بالروم هنا الإخفاء والاختلاس، وهو الإتيان بمعظم الحركة.
واعلم أن هناك فرقا بين الإشمام في باب الوقف والإشمام هنا، فالإشمام في باب الوقف هو ضم الشفتين عقب إسكان الحرف المضموم إشارة إلى أن حركة هذا الساكن هي الضم.
وأما الإشمام في هذا الباب فهو ضم الشفتين مع مقارنة النطق بالإدغام. ولا يعزب عن ذهنك أن الإشمام خاص بالحروف المضمومة والمرفوعة فحسب، وأن الروم يدخل المرفوعة والمضمومة والمجرورة والمكسورة. ولا تخفى عليك الأمثلة، والله تعالى أعلم.
" أن يضرب " أدغمه خلف عن حمزة بغير غنة، والباقون مع الغنة، ومثله كثيرا ويهدي به كثيرا وما الخ ...
" كثيرا معا " رقق راءهما ورش.
" به إلا " هو منفصل وإن لم يكن حرف المد ثابتا رسما فيكفي ثبوته في اللفظ.
" يوصل " فخم ورش لامه وصلا، وله عند الوقف وجهان: الترقيق، والتفخيم، والثاني أرجح نظرًا لعروض السكون، وللدلالة على حكم الوصل.
" الخاسرون " رقق راءه ورش.
" ثم إليه ترجعون " وصل ابن كثير هاء الضمير وصلا. وقرأ يعقوب ترجعون بفتح التاء وكسر الجيم على البناء للفاعل، والباقون بضم التاء وفتح الجيم على البناء للمفعول.
" فسواهن " وقف يعقوب عليه بهاء السكت، وغيره بحذفها.
" وهو " قرأ قالوون وأبو جعفر والبصري وعلى بسكون الهاء والباقون بالضم، ووقف عليه يعقوب بهاء السكت.
" إني جاعل " لا خلاف بين القراء في إسكان يائه.