" إني أعلم " هذه أول ياء إضافة وقعت في القرآن الكريم، وقد قرأ بفتحها وصلا نافع والمكي والبصري وأبو جعفر وإذا وقفوا أسكنوها كما هو ظاهر، وقد فرق العلماء بين ياءات الزوائد وياءات الإضافة بفروق ثلاثة: الأول: أن ياءات الإضافة ثابتة في رسم المصاحف بخلاف ياءات الزوائد. الثاني: أن ياءات الإضافة زائدة على الكلمة فلا تكون لامًا لها أبدا فهي كهاء الضمير وكافه. وياءات الزوائد تكون أصلية وزائدة فتجيء لاما للكلمة نحو يسر ويوم يأت والداع والمناد.
الثالث: أن الخلاف في ياء الإضافة دائر بين الفتح والإسكان؛ وفي الزوائد دائر بين الحذف والاثبات.
" آدم " لا يخفى ما فيه لورش من البدل وكذا ما في " أنبئوني " وكذا ما في الأسماء لورش وحمزة وصلا ووقفا.
" أنبئوني " فيه لحمزة عند الوقف ثلاثة أوجه: التسهيل بين بين، والإبدال ياء خالصة.
والحذف ولأبي جعفر الحذف في الحالين.
" هؤلاء إن " فيه همزتان متفقتان من كلمتين، وقد اختلف فيهما مذاهب القراء، وإليك بيانها مفصلة.
قرأ قالون والبزي بتسهيل الأولى مع المد والقصر، ووجه المد النظر للأصل ووجه القصر الاعتداد بعارض التسهيل. ومن القواعد المقررة أن كل حرف مد وقع قبل همز مغير بأي نوع من أنواع التغيير يجوز مده على الأصل وقصره رعاية للتغيير العارض، ولقالون في هاء التنبيه القصر والتوسط لأنه مد منفصل، فعلى القصر يجوز مد أولاء وقصره لما ذكر، وعلى المد يتعين مد أولاء لأن مده من قبيل المتصل ومدها من قبيل المنفصل، وسبب المتصل ولو كان متغيرا أقوى من سبب المنفصل فلا يصح قصر الأقوى مع مد الأضعف (١) وعلى هذا يصير لقالون ثلاثة أوجه فاذا ضربت في وجهي الصلة والسكون في ميم الجمع تصير الأوجه ستة فاذا ضربت هذه في ثلاثة صادقين تصير الأوجه ثمانية عشر وجها وكلها صحيحة مقروء بها، وللبزي وجهان: تسهيل الأولى مع المد والقصر وعلى كل ثلاثة صادقين فتصير أوجهه ستة، وهى صحيحة أيضا.
وقرأ ورش وقنبل وأبو جعفر ورويس بتسهيل الثانية بين بين، ولورش وقنبل وجه آخر: وهو إبدالها حرف مد من جنس حركة ما قبلها، أي إبدالها ياء ساكنة فيمد للساكن طويلا ولورش وحده وجه ثالث وهو إبدالها ياء مكسورة خالصة فيكون لورش ثلاثة أوجه فإذا ضربت في ثلاثة البدل آدم وأنبئوني تصير الأوجه تسعة، فإذا نظرت إلى صادقين تصير الأوجه ثمانية عشر وجها قصر البدل وعليه ثلاثة هؤلاء وعلى كل منها ثلاثة صادقين فتصير
(١) - وجوز العلامة الشيخ محمد المتولي مدها مع قصر أولاء.