للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أجره ومثل أجور من تبعه" الحديث، وفي الحديث الآخر وهو حديث أنس بن مالك: "إيما داع دعا إلى هدى أو ضلالة فاتبع كان له مثل أجور من اتبعه" (١) وما أشبهه من الأحاديث، وهذه الأحاديث تدخل في عموم الدلالة على الخير، قال الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (٢) (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) (٣) وقال تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) (٤) الآية، ففي هذه الأحاديث الحث على استحباب الدعاء إلى الخير والطاعة وتحريم الدعاء إلى الضلالة والبدعة، وإنه من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور تابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه سواء كان الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه أو كان مسبوقًا إليه، وسواء كان ذلك تعليم علم أو عبادة أو آداب وغير ذلك، وهو مثل قوله: "من سن في الإسلام سنة حسنة أو سيئة" الحديث، قاله في الديباجة (٥).

قوله: رواه الإمام أحمد، هو: الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، صاحب المسند، قال أحمد بن محمد الكندي: قد رأيت الإمام أحمد بن حنبل في النوم، فقلت: يا أبا عبد الله، ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي، ثم قال: يا أحمد


(١) أخرجه ابن ماجه (٢٠٥). وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٧١٢).
(٢) سورة النحل، الآية: ١٢٥.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٢.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ١٠٤.
(٥) الديباجة (ص ٩٣ - ٩٤/ رسالة علمية).