وَقَالَ الْمَدَائِنِي: دخل رجل على الْمهْدي فَقَالَ: إِن الْمَنْصُور شَتَمَنِي وَقذف أُمِّي؛ فإمَّا أَمرتنِي أَن أحلله وَإِمَّا عوضتني؛ فاستغفرت لَهُ.
قَالَ: وَلم شتمك؟ ! قَالَ: شتمت عدوه بِحَضْرَتِهِ؛ فَغَضب لَهُ.
قَالَ: وَمن عدوه؟ قَالَ: إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حسن.
قَالَ: إِن إِبْرَاهِيم أمس بِهِ رحما وَأوجب عَلَيْهِ حَقًا؛ فَإِن كَانَ شتمك كَمَا زعمت فَعَن رَحمَه ذب وَعَن عرضه دفع، وَمَا أَسَاءَ من انتصر لإبن عَمه.
قَالَ: إِنَّه كَانَ عدوا لَهُ. قَالَ: لم ينتصر للعداوة بل للرحم؛ فأسكت الرجل.
فَلَمَّا [ذهب] ليولي قَالَ [لَهُ] الْمهْدي: لَعَلَّك أردْت أمرا؛ فَجعلت هَذَا ذَرِيعَة. قَالَ: نعم؛ فَتَبَسَّمَ الْمهْدي وَأمر لَهُ بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم.
وَقَالَ الزبير: أَخْبرنِي يُونُس الْخياط قَالَ: دخل ابْن الْخياط الْمَكِّيّ الشَّاعِر على الْمهْدي - وَقد مدحه بقصيدة - فَأمر بِهِ بِخَمْسِينَ [ألف دِرْهَم] ؛ [فَلَمَّا قبضهَا] فرقها على النَّاس وَقَالَ:
(لمست بكفي كَفه أَبْتَغِي الْغنى ... وَلم أدر أَن الْجُود من كَفه يعدي)
(فَلَا أَنا مِنْهُ مَا أَفَادَ ذَوُو الْغنى ... أفدت وأعداني فبددت مَا عِنْدِي)
فنمى الْخَبَر إِلَى الْمهْدي؛ فَأعْطَاهُ بِكُل دِرْهَم دِينَارا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute