للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقيل: إِن مَرْوَان بن أبي حَفْصَة الشَّاعِر لما أنْشدهُ قصيدته السائرة الَّتِي أَولهَا:

(صَحا بعد جهل واستراحت عواذله ... ) .

قَالَ الْمهْدي: وَيلك كم هِيَ بَيْتا؟ قَالَ: سَبْعُونَ بَيْتا. قَالَ: لَك بهَا سَبْعُونَ ألفا.

وَمِنْهَا من جملَة أبياتها:

(كفاكم بعباس أبي الْفضل والدا ... فَمَا من أَب إِلَّا أَبُو الْفضل فاضله)

(كَانَ أَمِير الْمُؤمنِينَ مُحَمَّدًا ... أَبُو جَعْفَر فِي كل أَمر يحاوله)

(إِلَيْك قَصرنَا النّصْف من صلواتنا ... مسيرَة شهر بعد شهر نواصله)

(فَلَا نَحن نخشى أَن يخيب مسيرنا ... إِلَيْك وَلَكِن أهنأ الْبر عاجله)

فَتَبَسَّمَ الْمهْدي وَقَالَ: عجلوها لَهُ.

قلت: وَفِي أَيَّام الْمهْدي ظهر رجل يُقَال لَهُ الْمقنع، وَادّعى النُّبُوَّة.

وَكَانَ يطلع للنَّاس قمرا يرونه من مسيرَة شَهْرَيْن، وَكَانَ يري النَّاس أَعَاجِيب كَثِيرَة من أَنْوَاع السحر، وَعمل على وَجهه وَجها من ذهب. وَاتبعهُ جمَاعَة من الْجُهَّال حَتَّى أرسل إِلَيْهِ جَيْشًا؛ فحاربوه وقتلوه. وَقيل: إِنَّه لما علم بِأَخْذِهِ قتل نَفسه.

وَقَالَ الفلاس: ملك الْمهْدي إِحْدَى عشرَة سنة وشهرا وَنصف [شهر] ، وَمَات لثمان بَقينَ من الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة، وعاش ثَلَاثًا وَأَرْبَعين سنة، وَعقد بِالْأَمر من بعده لإبنه مُوسَى الْهَادِي والرشيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>