وَلما ألزم نور الدّين صَلَاح بِقطع إسم العاضد من الْخطْبَة اسْتَشَارَ صَلَاح الدّين الْأُمَرَاء الَّذين هم رفقته من عِنْد نور الدّين كَيفَ يكون الأبتداء بِالْخطْبَةِ للعباسية؟ ؛ فاختلفت أَقْوَالهم، إِلَى أَن قَامَ رجل أعجمي يعرف بالأمير الْعَالم لما رأى مَا هم فِيهِ من الإحجام قَالَ: أَنا أبتدئ بهَا.
فَلَمَّا كَانَ أول جُمُعَة من الْمحرم من سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة صعد الْمِنْبَر قبل الْخَطِيب ودعى للخليفة المستضئ العباسي خَليفَة بَغْدَاد؛ فَلم يتَكَلَّم أحد من المصريين، وَلَا أَنْكَرُوا ذَلِك.
فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة الثَّانِيَة أَمر صَلَاح الدّين الخطباء [بِمصْر والقاهرة] بِقطع إسم العاضد العبيدي من الْخطْبَة وَإِقَامَة الْخطْبَة باسم المستضئ حسن العباسي؛ فَفَعَلُوا ذَلِك.