للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاسْتولى صَلَاح الدّين على الديار المصرية على أَنه نَائِبا لنُور الدّين؛ فَلم تطل أَيَّام نور الدّين بعد ذَلِك وَمَات بعد سنيات.

واستفحل أَمر صَلَاح الدّين بِمَوْتِهِ، وَملك الْبِلَاد الشامية، وَفتح تِلْكَ الفتوحات الهائلة، من جُمْلَتهَا بَيت الْمُقَدّس - وَقد استوعبنا وقائعه وفتوحاته بِتَمَامِهَا وكمالها فِي ((النُّجُوم الزاهرة)) ؛ يضيق هَذَا الْمُخْتَصر عَن ذكرهَا -.

ودام صَلَاح الدّين بالسواحل الشامية سِنِين، إِلَى أَن مرض بِدِمَشْق وَمَات فِي صَبِيحَة يَوْم الْأَرْبَعَاء السَّابِع وَالْعِشْرين من صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة بعد صَلَاة الصُّبْح.

وَكَانَ يَوْم مَوته يَوْمًا [مشهودا] لم يصب النَّاس بِمثلِهِ [مُنْذُ] فقد الْخُلَفَاء الراشدون - رَضِي الله عَنْهُم -.

وتسلطن بعده بِدِمَشْق وَلَده الْأَفْضَل، وتسلطن بِمصْر وَلَده [الْملك] الْعَزِيز عُثْمَان.

وَكَانَت مُدَّة سلطنة صَلَاح الدّين على مصر أَرْبعا وَعشْرين سنة، وَهُوَ صَاحب الفتوحات، وَصَاحب خانقاة سعيد السُّعَدَاء بِالْقَاهِرَةِ، والمدرسة السيوفية [بِالْقَاهِرَةِ] ، والخانقاة بالقدس [الشريف] .

وَهُوَ أول مُلُوك بني أَيُّوب بعد عَمه أَسد الدّين شيركوه وأجلهم وأعظمهم بِلَا مدافعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>