للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جعلن مخلوقات من الأخلاف والمطل والولعان ثم عكس المصدر على حد قوله " من الطويل ":

وبايعت ليلى في الخلاء ولم يكن ... شهود على ليلى عدول مقانع

فكما كسر " عدلاً " وإن كان في الأصل مصدرا فكذلك كسر الإضافة على أضايف، وأصلها أضاييف فحذف الياء الثانية التي هي بدل من ألف " إِفعالة "، ورد ما كان حذفه من إضيافة لالتقاء الساكنين، العين كان أو ألف " إِفعالة " على خلاف الرجلين فيه، من قبل إنه قد زال في مثال " مفاعيل " التقاء الساكنين فوجب الرد كما تقول في تحقير مبيع " ومقيل وجمعهما ": مُبييع ومقييل ومباييع ومقاييل فترد موضع العين أو واو " مفعول " لزوال التقاء الساكنين ونحوه قول الآخر " من الرجز ":

سَلِطْ على زرع الجنى الوالج ... من الدبا ذا طبقٍ أفائج

بالهمز، قال الفراء همز ألف " إِفعالة " وهي مصدر أفاج افاجةً، وذهب إلى أن المحذوف عين الفعل كقول أبي الحسن، والوجه عندي إنا لا وجه له لأنه يريد " أفاعيل " فكان فياسه إن حذف الزائد أن يقول: أفاوج، إلا إنه عندي كهمز مصائب، ثم تنصب بالأضايف كما ترى المحول لأنها مصدر فعمل النصب. قال قلت: فكيف يجوز إعمال المصدر مع جمعه؟ فإن ذلك جائز قياسا وسماعا، أما السماع فلما ورد:

وواعدتني مالا أحاول نفعه ... مواعيد عرقوب أخاه بيثرب

<<  <   >  >>