للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: فسختيت من سخت كزحليل من زحل، وإذا جاز أن يشتق من اعلام كلام العجم على بعدها عن أصول كلام العرب كان الاشتقاق من أجناسها المشابهة لاجناس كلام العرب أجوز وذلك قولهم: قد تفر عن الرجل، إذا طغى وعلا أمره، فهذا من فرعون، وفرعون علم، فسختيت من سخت، ومتبطرق من بطريق لجواز السخت، والبطريق أولى بالجواز. وفيها [٢٩٣]:

بضرب يزيل الهمام شدة وقعه .... بكل حسام في صبي ورونق

قال: (صبيه) فوق ظبته، لا يجوز أن تكون الباء في (بكل) من صلة الضرب حتى يصير تقديره بضرب بكل حسام، وذلك أن قوله: (يزيل الهام شدة وقعه) صفة لضرب، والصفة إذا جرت على الموصوف آذنت بتمام الاسم وانقضائه، ألا ترى أنه لا يجوز: (عجبت من ضربك الشديد عمرا الضعيف) ـ، ولكن يجوز أن تكون الباء في قوله: (بكل) صفة أخرى لـ (ضرب) فتكون حينئذ متعلقة بمحذوف وفيها ضمير الموصوف كأنه قال: (بضرب كائن بكل حسام) وما يكون من صلة المصدر في حال قد يكون خبرا عنه وصفة له، ألا ترى إلى قولك: عجبت من اياب زيد إليك، فـ (إليك) متعلقة بنفس المصدر وقد قال الله سبحانه: " إن إلينا إيابهم "، فجعل (إلينا) خبرا عن المصدر ويجوز أيضا أن تكون الباء [٢٩٤]، في (بكل حسام) متعلقة بفعل محذوف دل عليه قوله (بضرب) أي: ضربناكم بكل حسام، وقد تقدم نظير هذا. أما لام (صبي السيف) فينبغي أن تكون واوا لأنه طرفه وكأنه صغير بالإضافة إلى جملة السيف كصغر الابن من الأب، أو لأنه طرفه والانسان كالطرف لأبيه وكل واحد

<<  <   >  >>