ونحن قتلنا مقبلا غير مدبر ... تأبط ما تزهق بنا الحرب تزهق
هذا يدل على جواز تقديم حال المظهر، أراد: قتلنا تأبط مقبلا، فقدم، ومثله ضربت جالسة هندا، وقد قدمنا نظيره [٢٩١]، وأراد (تأبط شرا) فحذف المفعول للعلم به. ولذا جاز هذا مع ياءي الإضافة إليه تأبطي وفي برق نحره: برقي، ينسب إلى الصدر ويترك العجز فضلة كان، أو أحد ركني الجملة.
صبحناهم والشمس خضراء غضة ... بذات الغضى حد السنان المخرق
لام (الغضى) ياء لجواز امالتها ولأنها لام مجهولة، وقد تقدم قانون هذا.
وفيها:
ضربنا بهن الهام من كل جائز ... عن الدين أو من تائه متبطرق
قال:(متبطرق) متكبر، هذا يؤكد عندك صرف ما كان من الأعجمي تدخله الألف واللام واجراه لذلك مجرى أصول كلام العرب لدخول اللام عليه، وذلك نحو رجل سميته نيروزا ولجاما، ألا تراهما لدخول اللام عليهما في النيروز واللجام جاريين مجرى القيصوم والكتاب، ووجه الدلالة [٢٩٢] أنه أشتق من البطريق (تفعلل) فقال: تبطرق فهو متبطرق، فجرى مجرى تدحرج فهو متدحرج، فالاشتقاق منه يحلقه بأصول كلام العرب التي هي مصادر. قال أبو علي ومنه قول رؤبة: