قال: أي ليس عندي أحد يعدله، واراد: وإن كان هو لا يدري بما أجد، لا يجوز أن يكون (عندي) صفة لـ (أحد)، لأن المعنى أنه ما عندي أحد أقرب إلي منه، وقد يجوز على هذا أن يكون دونه هو المستقر، و (عندي) فضلة فارغة متعلقة بدونه وهو ذو الضمير، ويجوز فيه [٢٩٩] عكس هذا، وهو أن يكون (عندي) هو المستقر وفيه الضمير و (دونه) فضلة فارغة معلقة بـ (عندي)، وقد يجوز أن يكونا خبرين كـ (حلو حامض) من قولك: (هذا حلو حامض)، فإذا كان ذلك كذلك ففي كل واحد منهما ضمير إلا أن الضمير الذي يتقاضها المبتدأ من خبره إذا كان حاملا لضميره إنما هو في مجموع الظرفين لا في إحدهما لأنه ليس إحدهما هو الخبر دون صاحبه فيعود الضمير منه لنفسه على مبتدأه، وقد يجوز أن يكون دونه حالا لـ (أحد)، وأصله أن يكون صفة لـ (أحد) مؤخرًا عنه، فلما قدم عليه نصب على الحال منه كقوله [من الطويل]:
أبنت فما تنفك حول متالع ... لها مثل آثار المبقر ملعب
ومن رفع بالظرف لم يكن فيه ضمير لرفعه الظاهر إلا أنه لا يجوز أن يكون الرافع للنكرة إلا الظرف [٣٠٠] الأول لأن ما ارتفع بالظرف كالفاعل.
سدسا وبزلا إذا ما قام راحلها ... تحصنت بشبا اطرافه غرد
صريف الفحل لقطمه، وحد (غرد) وإن كان خبرًا عن الأطراف