حملاً على المعنى لأنه كأنه قال: كل طرف منها غرد، ومثله ما أنشده أبو الحسن [من البسيط]:
[وجفنة كنضيح البئر متأقة] .... ترى جوانبها بالشحم مفتوقا
أي: كل جانب منها، ومثله ما حكاه أبو زيد من قولهم: أتينا الأمير فكسانا كلنا حلة وأعطانا كلنا مائة، أي: كسا كل واحد منا حلة واعطى كل واحد منا مائة، عليه قول الله سبحانه:" فاجلدوهم ثمانين جلدة" أي: اجلدوا كل واحد منهم ثمانين جلدة اعتبارًا بقوله جل وعز: " الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة".
قال [٣٠١]
يا ابن التي حد ثناها باع
أي: كل واحدة منهما باع، وعليه عندي قوله تعالى: أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر. أي: أو لم نعمر كل واحد منكم ما يتذكر فيه من تذكر.
وفيها:
فالعين تحمل أشواقًا مضاعفة ... والعين تكحل فيها الصاب والرمد
ينبغي أن تكون عين (الصاب) واو حملا على الأكثر، وقد مضى ذكرها.
كدلج الشرب المجتار زينه ... حمل عثاكيل فهو الواثن الركد