إلى أن رأيناها كأن سحابها ... وقد نضبت فيه ملاء مضرج
همزة (ملاء) عندنا بدل من واو وهي من الملوين وهما الليل والنهار، والتقاؤهما أن السعة تجمعهما، فأما قول الهزلي [من الوافر]:
كأن ملاءتي على هزف ... يعن مع العشية للرئال
فإنه إنما بني الواحد على الجماعة وهو الملاء فلذلك همز كما بني العظاءة والعباءة على العظاء والعباء، وقرأت على أبي بكر محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى قال: يقال ملاوة من [٣١٠] الدهر، وملاوة وملاوة ومدوة وملوة ومَلوة، وذلك كله لما اتسع من الزمان ومنه قولهم:(مضى ملي من الليل) فلامه كما ترى واو فهي كعلى وقصى ودعى، فإن قلت: فإن ما يثن واحده على جمعه من هذا النحو تأتي فيه الصحة والهمزة جميعا نحو: عظاءة وعظاية وصلاءة وصلاية، ولم نسمعهم قالوا في ملاءة: ملاوة، يعني الثوب، قيل قد يلزم بعض هذا الفرعية والبدل البتة، ألا تراهم قالوا: ألاءة وهمزها بدل من ياء، وإن كان مذهب صاحب الكتاب أنها همزة أصلية، ويدل على أنها بدل من ياء ما رويناه عن ابن الاعرابي من قولهم: سقاء مألي إذا دبغ بالألاءة، لا يحسن حمل مألى على البدل لأنهم لم نسمعهم قالوا قط:(مألو)، ولأن كون اللام هنا غير همزة أجدر لأمرين، أحدهما: قلة باب سلس، وقلق، والآخر: تكرير الهمزة في المواضع التي [٣١١] تضيق فيها الحروف الصحاح.