سَمِعت أَبَا عبد الله، وَتقدم إِلَيْهِ رجل، فَقَالَ: إِنِّي لَأحبك أَيهَا الشَّيْخ، قَالَ: فَلم تَقول بالإرجاء؟
أنشدنا أَبُو عبد الله ابْن الأخرم:
(كل الْعَدَاوَة قد ترجى إماتتها ... إِلَّا عَدَاوَة من عاداك من حسد)
" سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول: سَمِعت الْحسن بن سُفْيَان يَقُول: أنشدنا أَبُو الْعَتَاهِيَة:
(لَا يغرنك عشَاء سَاكن ... قد يوافي بالمنيات سحر)
سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول: مَا رَأَيْت أحسن عبَادَة من أبي عبد الله ابْن نصر، ثمَّ بعده أَبُو عبد الله البوشنجي، وَكَانَ مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي يضع ذقنه على صَدره وَيقف كَأَنَّهُ رمح، وَقَالَ: مَا رَأَيْت مثل حيكان، لَا رحم الله قَاتله
سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول: كَانَ يحيى بن مُحَمَّد من أنحى النَّاس وآدبهم، وَكَانَ لَا يلحن الْبَتَّةَ.
قَالَ الْحَاكِم: وَكَانَ أَبُو عبد الله ابْن الأخرم - رَحمَه الله - من أنحى النَّاس وآدبهم، وَكَانَ لَا يلحن، مَا أَخذ عَلَيْهِ لحن قطّ.
وَسمعت أَبَا عبد الله يَقُول: كَانَ الْحُسَيْن بن الْفضل من أفْصح النَّاس، إِلَّا أَنه كَانَ يلحن على رسم أهل الْعرَاق.