يحرس فِي درب، وَأَنه كَانَ يطالع الدَّرْس فِي زَيْت الحرس وَيَأْكُل من أُجْرَة الحرس، وَأَنه أفتى وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة، وَأقَام يُفْتِي إِلَى ثَمَانِينَ سنة، وَلما دنت وَفَاته قَالَ: لما تفقهنا متْنا.
ورزق الشَّيْخ أَبُو حَامِد امْرَأَة من محتشمي أهل بَغْدَاد، وَكَانَ لَهَا مَال وَحَال كثير، تزوجت بِهِ.
وَبلغ الشَّيْخ أَبَا حَامِد أَن الْمحَامِلِي صنف " الْمجمع " و " الْمقنع " و " الْمُجَرّد "، فَقَالَ أَبُو حَامِد: بتر كتبي بتر الله عمره، فَمَا عَاشَ بعد ذَلِك إِلَّا قَلِيلا.
وَوَقع بَين أبي حَامِد والخليفة - يُقَال: إِنَّه الْقَائِم بِأَمْر الله - فِي مَسْأَلَة أفتى فِيهَا أَبُو حَامِد، فَكتب أَبُو حَامِد إِلَى الْخَلِيفَة: اعْلَم أَنَّك لست تقدر على أَن تعزلني عَن ولايتي الَّتِي ولانيها الله تَعَالَى، وَأَنا أقدر أَن أكتب رقْعَة إِلَى خُرَاسَان بكلمتين أَو ثَلَاث أعزلك عَن خلافتك.
وَأرْسل أَبُو حَامِد إِلَى مصر فَاشْترى " أمالي " الشَّافِعِي بمئة دِينَار حَتَّى كَانَ يخرج مِنْهَا، وَالله أعلم.
ويحكى أَنه قرئَ فِي مَجْلِسه قَوْله تَعَالَى: {للَّذين لَا يُرِيدُونَ علوا فِي الأَرْض وَلَا فَسَادًا} . [الْقَصَص: ٨٣] . فَقَالَ أَبُو حَامِد: أما الْعُلُوّ فقد أردنَا، وَأما الْفساد فَمَا أردنَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute