ثمَّ قَالَ: سَيكون بَيْننَا عتاب فِي طيه فِرَاق، تَرْجَمته بيتان:
(يَقُولُونَ زرنا واقض وَاجِب حَقنا ... وَقد أسقطت حَالي حُقُوقهم عني)
(إِذا أبصروا حَالي وَلم يأنفوا لَهَا ... وَلم يأنفوا مِنْهَا أنفت لَهُم مني)
وَقَالَ رَحمَه الله على رَأس منبره بِبَغْدَاد فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة وَخمْس مئة: سَمِعت شَيْخي أَبَا بكر حكى عَن الشَّيْخ أَبَا الْقَاسِم الكركان قَالَ: فِي بداءة أَمْرِي سَمِعت هَذَا الْخَبَر: " من حسن إِسْلَام الْمَرْء تَركه مَا لَا يعنيه "، فَبَقيت ثَمَانِينَ سنة أَفِي بِمُقْتَضى هَذَا الحَدِيث، وَهَا أَنا أَمُوت والبقية عَليّ.
توفّي الشَّيْخ الكركان وَهُوَ ابْن تسعين سنة، فَيكون شُرُوعه وَهُوَ ابْن عشر، وَالله أعلم.
وَحكى هُوَ أَيْضا عَن الشَّيْخ الكركان قَالَ: لَو سلم لي فِي عمري - وَهُوَ تسعون سنة - مرّة وَاحِدَة قولي: الله؛ يَكْفِينِي، وَالله أعلم. وَذكره الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فَقَالَ: كَانَ ذَا نباهة وجلالة فِي طَريقَة التصوف، مذكرا، مفوها، مقتدرا فِي كَلَامه على الافتنان وَالتَّصَرُّف.
وَله عِنْدِي أَبْيَات أنشدها فِي الْإِنَابَة.
وَقَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ: من جملَة كَلِمَاته اللطيفة: من كَانَ فِي الله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute