تلفه كَانَ على الله خَلفه.
وقرأت بِخَط يُوسُف الشِّيرَازِيّ الْبَغْدَادِيّ فِيمَا أَلفه فِي " الضُّعَفَاء "، عَن الْحَافِظ مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي أَنه ذكر أَحْمد الْغَزالِيّ، فَقَالَ: كَانَ من آيَات الله فِي الْكَذِب، سمعته بهمذان يَقُول: رَأَيْت إِبْلِيس فِي وسط هَذَا السماط سجد لي، قَالَ: فَقلت لَهُ: وَيحك {الله عز وَجل أمره بِالسُّجُود لآدَم فَأبى، فَكيف يسْجد لوَلَده؟} فَقَالَ: وَالله لقد سجد لي أَكثر من سبعين مرّة، قَالَ: وَكَانَ يزْعم أَنه يرى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عيَانًا فِي يقظته لَا فِي نَومه، وَأَنه كلما أشكل عَلَيْهِ أَمر رَآهُ فِي الْمَنَام، فيسأله عَن ذَلِك، وَأرَاهُ الصَّوَاب فِيهِ.
قَالَ: وسمعته يَوْمًا يَحْكِي على الْمِنْبَر حِكَايَة عَن بعض الْمَشَايِخ، فَلَمَّا نزل سَأَلته عَنْهَا، فَقَالَ: أَنا وَضَعتهَا فِي الْوَقْت.
وسمعته يَقُول: لَا أحتاج إِلَى حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مهما قلت يسمع مني.
قلت: يحْتَمل أَن يكون مَا حَكَاهُ خيالات كَانَت تتخيل لَهُ كَمَا حكيناه عَن يُوسُف الهمذاني فِي اللُّقْمَة، فَإِن الشَّيْخ يُوسُف الهمذاني مَعَ مباينته لَهُ لم يحملهُ مِنْهُ على الْكَذِب، وَهُوَ أعرف بِمثل هَذَا، عَفا الله عَنَّا وعنهم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute