الْبَسْمَلَة، وَكَونهَا آيَة من أَوَائِل كل سُورَة، ثمَّ اخْتِلَاف الْعلمَاء والقرأة فِي ذَلِك؛ وَالَّذِي صَحَّ عِنْدِي مَذْهَب الشَّافِعِي رَحمَه الله، وَإِلَيْهِ أذهب فِيمَا روى. وأتى بلطيفة غَرِيبَة، فَقَالَ: حَدثنِي أَبُو سعيد الْحَافِظ - لَعَلَّه ابْن رُمَيْح النسوي أَحْمد بن مُحَمَّد - قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي قَالَ: سَمِعت الرّبيع، قَالَ: سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول: أول الْحَمد {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم} ، وَأول الْبَقَرَة {الم} .
وَهَذَا الْوَجْه حسن، وَهُوَ أَن الْبَسْمَلَة لما ثبتَتْ أَولا فِي سُورَة الْفَاتِحَة فَهِيَ من السُّور إِعَادَة لَهَا وتكرير، فَلَا تكون من تِلْكَ السُّور ضَرُورَة، فَلَا يُقَال: هِيَ آيَة من أول كل سُورَة، بل آيَة فِي أول كل سُورَة، وَالله أعلم.
أَخذ ابْن خالويه عَن جمَاعَة من الأكابر: ابْن مُجَاهِد، وَابْن الْأَنْبَارِي، وَابْن دُرَيْد، ونفطويه، وَأبي عمر الزَّاهِد. وروى عَن جمَاعَة.