الأقدار الْعَالِيَة، وَله إفضال بَين على الصَّالِحين وَالْفُقَهَاء والمستورين.
وَذكر الْحَاكِم عَنهُ أَنه لم يدْخل دَاره قطّ عشر غلاته، بل كَانَت أعشارها تقدر عِنْد الْكَيْل، ثمَّ تحمل إِلَى أهل الْعلم والمستورين.
قَالَ: وحَدثني جمَاعَة من أهل الْعلم من أهل هراة أَن أَكثر المتحملين من أهل الْعلم بهَا يتقوتون بأعشاره طول السّنة.
وَقَالَ أَيْضا: لقد صَحِبت أَبَا عبد الله فِي السّفر والحضر، فَمَا رَأَيْت أحسن وضُوءًا وَصَلَاة مِنْهُ، وَلَا رَأَيْت فِي مَشَايِخنَا أحسن تضرعا وابتهالا فِي دعواته مِنْهُ، لقد كنت أرَاهُ يرفع يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء، فيمدها مدا كَأَنَّهُ يَأْخُذ شَيْئا من أَعلَى مُصَلَّاهُ.
وَقَالَ: سَمِعت الْأُسْتَاذ أَبَا الْحسن البوشنجي رَحمَه الله غير مرّة يَقُول: من نعْمَة الله على أهل تِلْكَ الديار بهراة وبوشنج، مَكَان أبي عبد الله ابْن أبي ذهل على مَا وَفقه الله تَعَالَى من حسن العقيدة، وطهارة الْأَخْلَاق، وسخاء النَّفس، وَالْإِحْسَان إِلَى الْفُقَرَاء، والتواضع لَهُم، ثمَّ يَدْعُو لَهُ
وَقَالَ: سَمِعت أَبَا مُحَمَّد الثَّقَفِيّ يَقُول: لما ورد أَبُو عبد الله ابْن