للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٧١ - مُحَمَّد بن أبي الْفرج بن فرج بن أبي الْقَاسِم أَبُو عبد الله الْمَالِكِي الكتاني الصّقليّ الْمَعْرُوف بالذكي النَّحْوِيّ

كَانَ عَالما بالنحو واللغة وَسَائِر فنون الْأَدَب؛ أَصله من صقلية بالمغرب، وَورد إِلَى بَغْدَاد وخراسان وغزنة، وجال فِي تِلْكَ الْبِلَاد حَتَّى وصل إِلَى الْهِنْد؛ وَجَرت لَهُ مخاصمات مَعَ جمَاعَة من الْأَئِمَّة آلت إِلَى طعنه فيهم، وَبسط لِسَانه بِمَا لَا يَلِيق بهم، وَحضر مرّة إملاء مُحَمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانِيّ، فأملى الْمجْلس، فَأخذ عَلَيْهِ الذكي شَيْئا، وَقَالَ: لَيْسَ كَمَا تَقول؛ بل هُوَ كَذَا، فَقَالَ السَّمْعَانِيّ: اكتبوا كَمَا قَالَ، فَهُوَ أعرف بِهِ، فغيروا تِلْكَ الْكَلِمَة، وَكَتَبُوا كَمَا قَالَ الذكي، فَبعد سَاعَة قَالَ: يَا سَيِّدي أَنا سَهَوْت وَالصَّوَاب مَا أمليت، فَقَالَ: غيروه، واجعلوه كَمَا كَانَ، فَفَعَلُوا. فَلَمَّا فرغ من الْإِمْلَاء وَقَامَ الذكي قَالَ السَّمْعَانِيّ: ظن المغربي أَنِّي أنازعه فِي الْكَلَام؛ حَتَّى يبسط لِسَانه فِي كَمَا بَسطه فِي غَيْرِي؛ فَسكت حَتَّى عرف الْحق وَرجع.

مولده بصقلية سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات بأصبهان سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة.

قَالَ السلَفِي: وَكَانَ قَرَأَ اللُّغَة على مُحَمَّد بن يُونُس، والنحو على أبي عَليّ الحيولي، وَلم يخرج من الْمغرب إِلَّا وَهُوَ إِمَام فِي الْفِقْه والنحو؛ غير أَنه كَانَ يتتبع عثرات الشُّيُوخ، فدعوا عَلَيْهِ فَلم يفلح. انْتهى.

٣٧٢ - مُحَمَّد بن الْفضل بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن أبان

ابْن الحكم الْعَنْبَري أَبُو عدنان الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الأديب الْكَاتِب

قَالَ ابْن مَنْدَه: هُوَ صَاحب صَلَاة واجتهاد، يرجع فِي النَّحْو واللغة إِلَى معرفَة تَامَّة، حسن الْوَجْه، جميل الطَّرِيقَة، حدث عَن ابْن مرْدَوَيْه وَغَيره.

مَاتَ فَجْأَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>