حرف الصَّاد
١٣٠٢ - صاعد بن الْحسن بن عِيسَى الربعِي الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْعَلَاء
قَالَ فِي البُلغة: لغَوِيّ؛ لَهُ النُّصُوص، كأمالي القالي.
وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: كَانَ مقدما فِي علم اللُّغَة وَمَعْرِفَة العويص، وَكَانَ أحضر النَّاس شَاهدا، وأرواهم لكلمة غَرِيبَة، وَإِنَّمَا حطه عِنْد أهل الْأَدَب مَا غلب عَلَيْهِ من حب الشَّرَاب والبطالة وإيثار السخف والفكاهة، فَلم يثقوا بنقله، وَلَا استكثروا مِنْهُ.
وَكَانَ من مُتَقَدِّمي ندامى الْمَنْصُور بن أبي عَامر، ونال مِنْهُ دنيا عريضة، إِلَّا أَنه كَانَ متلافا لَا يبْقى على شَيْء.
وَقَالَ ابْن النجار: صحب السيرافي والفارسي والخطابي، وروى عَنْهُم، وَأَصله من الْموصل وَدخل الأندلس، وَكَانَ عَالما باللغة والآداب وَالْأَخْبَار، سريع الْجَواب عَمَّا يسْأَل عَنهُ، طيب الْعشْرَة، حُلْو الفكاهة.
وَقَالَ الصَّفَدِي: كَانَ يتهم فِي نَقله بِالْكَذِبِ، فَلِذَا رفض النَّاس كِتَابه، وَلما تحقق الْمَنْصُور كذبه فِي النَّقْل رمى بكتابه الفصوص فِي النَّهر، فَقَالَ بَعضهم:
(قد غاص فِي الْبَحْر كتاب الفصوص ... وَهَكَذَا كل ثقيل يغوص)
فَبلغ صاعدا، فَقَالَ:
(عَاد إِلَى عنصره؛ إِنَّمَا ... تخرج من قَعْر البحور الفصوص)
وَمن شعره:
(ومهفهف أبهى من الْقَمَر ... قمر الْفُؤَاد بفاتن النّظر)
(خالسته تفاح وجنته ... فأخذتها مِنْهُ على غرر)
(فأخافني قوم فَقلت لَهُم: ... " لَا قطع فِي ثَمَر وَلَا كثر ")
مَاتَ بصقلية سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة، وَكَانَ الْمَنْصُور قد أثابه على كتاب الفصوص خَمْسَة آلَاف دِينَار.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute