٤٧٧ - مُحَمَّد بن هِشَام بن عَوْف التَّمِيمِي أَبُو محلم الشَّيْبَانِيّ السَّعْدِيّ اللّغَوِيّ
قَالَ ابْن النجار: ذكر أَبُو أَحْمد العسكري: أَنه كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة والعربية وَعلم الشّعْر وَأَيَّام النَّاس، وَأَصله من الأهواز، ورحل فِي طلب الحَدِيث مرَارًا إِلَى مَكَّة والكوفة وَالْبَصْرَة، وَسمع من سُفْيَان بن عُيَيْنَة ووكيع وَجَرِير بن عبد الحميد وَمُحَمّد بن فُضَيْل بن غَزوَان وَغَيرهم، وَقصد الْبَادِيَة لطلب الْعَرَبيَّة، وَأقَام بهَا مُدَّة. روى عَنهُ جمَاعَة من الْعلمَاء، كالزبير بن بكار، وثعلب، والمبرد. هَذَا كَلَام العسكري.
وَقَالَ المرزباني: أَخْبرنِي مُحَمَّد بن يحيى، حَدثنَا الْحُسَيْن بن يحيى، قَالَ: رأى الواثق بِاللَّه فِي مَنَامه كَأَنَّهُ يسْأَل الله الْجنَّة، وَأَن يتغمده برحمته، وَلَا يهْلك بِمَا هُوَ فِيهِ؛ وَأَن قَائِلا قَالَ لَهُ: لَا يهْلك على الله إِلَّا من قلبه مرت، فَأصْبح فَسَأَلَ الجلساء عَن ذَلِك، فَلم يعرفوا حَقِيقَته، فَوجه إِلَى أبي محلم فَأحْضرهُ، فَسَأَلَهُ عَن الرُّؤْيَا والمرت، فَقَالَ أَبُو محلم. المرت من الأَرْض: القفر الَّذِي لَا نبت فِيهِ، فَالْمَعْنى على هَذَا: لَا يهْلك على الله إِلَّا من قلبه خالٍ من الْإِيمَان خلو المرت من النَّبَات، فَقَالَ الواثق: أُرِيد شَاهدا من الشّعْر فِي المرت، فأفكر أَبُو محلم طَويلا، فأنشده بعض من حضر بَيْتا لبَعض بني أَسد: