للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرطة، وأقعد فِي أخر عمره فَلَزِمَ دَاره نَحْو سَبْعَة أَعْوَام، وَسمع مِنْهُ النَّاس كثيرا

مَاتَ يَوْم الْأَحَد لسبع خلون من شَوَّال سنة تسع وَتِسْعين وثلثمائة.

٤٨٩ - مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن مُسلم بن مُوسَى بن عمرَان الْحَنَفِيّ الزبيدِيّ النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله

قَالَ ياقوت: كَانَ لَهُ معرفَة بالنحو واللغة وَالْأَدب، صحب الْوَزير ابْن هُبَيْرَة مُدَّة، وَقَرَأَ عَلَيْهِ، وَكَانَ صبوراً على الْفقر لَا يشكو حَاله.

قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: حَدثنِي الْوَزير ابْن هُبَيْرَة قَالَ: جَلَست مَعَ الزبيدِيّ من بكرَة إِلَى قريب الظّهْر، وَهُوَ يلوك شَيْئا فِي فَمه، فَسَأَلته، فَقَالَ: لم يكن لي شَيْء، فَأخذت نواةً أتعلل بهَا.

وَكَانَ يحْكى عَنهُ أَنه على مَذْهَب السالمية، وَيَقُول: إِن الْأَمْوَات يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ فِي الْقَبْر، وَإِن العَاصِي لَا يلام؛ لِأَنَّهُ بِقدر الله تبَارك وَتَعَالَى. وَكَانَ يَقُول: قل الْحق وَإِن كَانَ مرا. وَدخل على الْوَزير الزَّيْنَبِي وَعَلِيهِ خلعة الوزارة، وَالنَّاس يهنئونه، فَقَالَ: هَذَا يَوْم عزاء لَا هناء، فَقيل:: لِمَ؟ فَقَالَ: أيهنأ على لبس الْحَرِير.

وحكيَ عَنهُ، قَالَ: خرجت إِلَى الْمَدِينَة على الْوحدَة، فآواني اللَّيْل إِلَى جبل، فَصَعدت عَلَيْهِ، وناديت: اللَّهُمَّ إِنِّي اللَّيْلَة ضيفك، ثمَّ نزلت فتواريت عِنْد صَخْرَة، فَسمِعت منادياً يُنَادى: مرْحَبًا [بك] يَا ضيف الله! إِنَّك مَعَ طُلُوع الشَّمْس تمر على قوم على بِئْر يَأْكُلُون خبْزًا وَتَمْرًا، فَإِذا دعوك فأجب؛ فَهَذِهِ ضيافتك، فَلَمَّا كَانَ من الْغَد سرت، فَلَمَّا كَانَ من

<<  <  ج: ص:  >  >>