وَقَالَ نفطويه: مَا رَأَيْت أحفظ للْأَخْبَار بِغَيْر أَسَانِيد مِنْهُ.
وَله من التصانيف: مَعَاني الْقُرْآن، الْكَامِل المقتضب، الرَّوْضَة، الْمَقْصُور والممدود، الِاشْتِقَاق، القوافي، إِعْرَاب الْقُرْآن، نسب عدنان وقحطان، الرَّد على سِيبَوَيْهٍ، شرح شَوَاهِد الْكتاب، ضَرُورَة الشّعْر، الْعرُوض، مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ، طَبَقَات النُّحَاة الْبَصرِيين، وَغير ذَلِك.
قَالَ السيرافي: وَكَانَ بَينه وَبَين ثَعْلَب من المنافرة مَا لَا خَفَاء بِهِ، وَأكْثر أهل التَّحْصِيل يفضلونه.
ولاشتهار عداوتهما نظمهما الشُّعَرَاء، فَقَالَ بَعضهم:
(كفا حَزَناً أنَّا جَمِيعًا ببلدةٍ ... ويجمعنا فِي أَرض بَرْشَهْرَ مشْهد)
(وكلٌ لكلٍ مخلص الود وامقٌ ... ولكننا فِي جَانب عَنهُ نفرد)
(نروح ونغدو لَا تزاور بَيْننَا ... وَلَيْسَ بمضروب لنا عَنهُ موعد)
(فأبداننا فِي بلدةٍ والتقاؤنا ... عسيرٌ كأنا ثعلبٌ والمبرد)
وَقَالَ بَعضهم يفضله:
(رَأَيْت مُحَمَّد بن يزِيد يسمو ... إِلَى الْخيرَات فِي جاهٍ وَقدر)
(جليس خلائفٍ وغذي ملكٍ ... وَأعلم من رَأَيْت بِكُل أَمر)
(وفتيانيه الظرفاء فِيهِ ... وأبهة الْكَبِير بِغَيْر كبر)
(وينثر إِن أجال الْفِكر درا ... وينثر لؤلؤاً من غير فكر)
(وَكَانَ الشّعْر قد أودى فأحيا ... أَبُو الْعَبَّاس داثر كل شعر)
(وَقَالُوا ثعلبٌ رجلٌ عليمٌ ... وَأَيْنَ النَّجْم من شمسٍ وبدرِ {)
(وَقَالُوا ثعلبٌ يُفْتِي ويملي ... وَأَيْنَ الثُّعلُبان من الهزبرِ} )
(وَهَذَا فِي مقالك مستحيلٌ ... تشبه جدولاً وشِلاً ببحر)