الْإِنْصَاف، ناصحاً فِي الإقراء، خرج من مالقة وَمن طلبته أَرْبَعَة يقرءُون كتاب سِيبَوَيْهٍ؛: ثمَّ عرض لَهُ أَن السُّلْطَان تغير عَلَيْهِ، فَجعل سجنه دَاره، وَأذن لَهُ فِي حُضُور الْجُمُعَة، فَلَمَّا مَاتَ شُيُوخ غرناطة، وشغر الْبَلَد عَن عَالم رضى عَلَيْهِ، وَقعد بالجامع يُفِيد النَّاس.
وَولي الخطابة والإمامة بالجامع الْكَبِير، وَقَضَاء الْأَنْكِحَة، وَتخرج عَلَيْهِ جمَاعَة، وَبِه أبقى الله مَا بأيدي الطّلبَة من الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا.
وَكَانَ مُحدث الأندلس بل الْمغرب فِي زَمَانه، خيرا، صَالحا، كثير الصَّدَقَة، مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة، متحرياً، أماراً بِالْمَعْرُوفِ، نهاءً عَن الْمُنكر، لَا ينْقل قدمه إِلَى أحد، جرت لَهُ فِي ذَلِك أُمُور مَعَ الْمُلُوك صَبر فِيهَا، ونطق بِالْحَقِّ بِحَيْثُ أدّى إِلَى التَّضْيِيق عَلَيْهِ، وحبسه.
روى عَن أبي الْخطاب بن خَلِيل، وَعبد الرَّحْمَن بن الْفرس، وَابْن فرتون، وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق أَبُو الْيمن بن عَسَاكِر وَغَيره.
صنف تَعْلِيقا على كتاب سِيبَوَيْهٍ، والذيل على صلَة ابْن بشكوال.
ولد سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة، وَمَات يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن ربيع الأول سنة ثَمَان وَسَبْعمائة.
وَمن شعره:
(مَالِي وللتسآل لَا أم لي ... إِن سلت من يعْزل اَوْ من يَلِي)
(حسبي ذُنُوبِي أثقلت كاهلي ... مَا إِن أرى غماءها تنجلي)
أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى. وَله ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.
٥٣٣ - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع بن ضِيَاء الْفَزارِيّ الصعيدي ثمَّ الدِّمَشْقِي شرف الدّين النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ وَغَيره: بدع فِي النَّحْو، وتصدر لإقرائه مُدَّة، وَكَانَ أَخذ عَن الْمجد الإربلي، وتلا على السخاوي وَغَيره، وَسمع مِنْهُ وَمن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَخلق،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute