للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٦٣ - أَحْمد بن خَالِد أَبُو سعيد الضَّرِير الْبَغْدَادِيّ اللّغَوِيّ

قَالَ ياقوت كَانَ عَالما باللغة جدا، استقدمه طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر من بَغْدَاد إِلَى خُرَاسَان، وَأقَام بنيسابور، وأملى بهَا الْمعَانِي والنوادر. وَلَقي أَبَا عَمْرو الشَّيْبَانِيّ وَابْن الْأَعرَابِي.

وَخرج على أبي عبيد من غَرِيب الحَدِيث جملَة مِمَّا غلظ فِيهِ، وَعرضه على عبد الله بن عبد الْغفار - وَكَانَ أحد الأدباء - فَكَأَنَّهُ لم يرضه؛ فَقَالَ لأبي سعيد: ناولني يدك، فَنَاوَلَهُ، فَوضع الشَّيْخ فِي كَفه مَتَاعه، وَقَالَ اكتحل بِهَذَا يَا أَبَا سعيد حَتَّى تبصر، فكأنك لَا تبصر {

وتأدب بالأعراب الَّذين أقدمهم بن طَاهِر كَأبي العميثل وعوسجة، حَتَّى صَار إِمَامًا فِي الْأَدَب. وَكَانَ شمر وَأَبُو الْهَيْثَم يوثقانه.

وصنف الرَّد على أبي عبيد فِي غَرِيب الحَدِيث والغريب المُصَنّف وَكتاب الأبيات، وَغير ذَلِك.

وَعنهُ أَنه قَالَ: كنت أعرض على ابْن الْأَعرَابِي أصُول الشّعْر أصلا أصلا؛ وَعرض عَلَيْهِ شعر الْكُمَيْت وَأَنا حَاضر، فحفظته بعرضه، وحفظت النكت الَّتِي أَفَادَ فِيهَا، فَقَالَ لي ابْن الْأَعرَابِي يَوْمًا: لم تعرض على شعر الْكُمَيْت فِيمَا عرضت} فَقلت: عرضه عَلَيْك فلَان فحفظته بعرضه، وحفظت مَا أفدت فِيهِ من الْفَوَائِد. وَجعلت أنْشدهُ، وأذكر لَهُ من تِلْكَ الْفَوَائِد. فَعجب.

وَعَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ لبَعض أهل خُرَاسَان: بَلغنِي أَن أَبَا سعيد يروي عني أَشْيَاء كَثِيرَة، فَلَا تقبلُوا مِنْهُ غير شعر العجاج ورؤبة، فَإِنَّهُ عرض ديوانهما عَليّ، وَصَححهُ.

كَذَا نقل هَاتين الحكايتين ياقوت، وَبَينهمَا تنافٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>