للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(وَعَابَ سَمَاعي للْحَدِيث بعيد مَا ... كَبرت أناسٌ هم إِلَى الْعَيْب أقربُ)

(وَقَالُوا إمامٌ فِي علومٍ كثيرةٍ ... يروح وَيَغْدُو سالما يتطلب)

(فَقلت مجيباً عَن مقالتهم وَقد ... غَدَوْت لجهل منهمُ أتعجب)

(إِذا استدرك الْإِنْسَان مَا فَاتَ من علا ... فليحزم يعزى لَا إِلَى الْجَهْل ينْسب)

وَالرِّوَايَة عَنهُ عزيزة، وَقد سمع مِنْهُ ابْن رَافع. وَذكره فِي مُعْجَمه.

وَله تصانيف حسان، مِنْهَا الْجمع بَين الْعباب والمحكم فِي اللُّغَة، شرح الْهِدَايَة فِي الْفِقْه، الْجمع المتناه، فِي أَخْبَار اللغويين والنحاة، عشر مجلدات، وَكَأَنَّهُ مَاتَ عَنْهَا مسودة فتفرقت شذر مذر. وَهَذَا الْأَمر هُوَ أعظم باعث لي على اخْتِصَار طَبَقَات الْكُبْرَى فِي هَذَا الْمُخْتَصر؛ فَإِن تِلْكَ لما نرومه فِيهَا يحْتَاج إِلَى دهر طَوِيل من الْوُقُوف على الغرائب والمناظرات وَإسْنَاد الْأَحَادِيث وَالْأَخْبَار، وَإِن كُنَّا حصلنا من ذَلِك بِحَمْد الله الجم الْغَفِير، لَكِن لَا نخلو كل يَوْم من الْوُقُوف على فَائِدَة جَدِيدَة والاطلاع على مَا لم نَكُنْ اطَّلَعْنَا عَلَيْهِ، فَيلْزم من الْإِسْرَاع بتبيضها إِمَّا إِتْلَاف النّسخ على أَصْحَابهَا، أَو إخلاؤها من الزَّوَائِد.

وَمن تصانيفه: شرح كَافِيَة ابْن الْحَاجِب، شرح شافيته، شرح الفصيح، الدّرّ اللَّقِيط من الْبَحْر الْمُحِيط، مجلدات، قصره على مبَاحث أبي حَيَّان مَعَ ابْن عَطِيَّة والزمخشري. التَّذْكِرَة ثَلَاث مجلدات. سَمَّاهَا قيد الأوابد، وقفت عَلَيْهَا بِخَطِّهِ فِي المحمودية، أعادنا الله إِلَى الِانْتِفَاع مِنْهَا كَمَا كُنَّا قَرِيبا بِمُحَمد وَآله.

توفّي الشَّيْخ تَاج الدّين فِي الطَّاعُون الْعَام فِي رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.

وَكتب إِلَيْهِ بعض الْفُضَلَاء:

(أيا تَاج دين الله والأوحد الَّذِي ... تُسنم مجداً قدره ذرْوَة الْعلَا)

(وجامع أشتات الْفَضَائِل حاوياً ... مدى السَّبق حَلَالا لما قد تشكلا)

(وبحر عُلُوم فِي رياض مكارمٍ ... أَبى حَاله التسآل إِلَّا تسلسلا)

<<  <  ج: ص:  >  >>