قَالَ الْخَطِيب: كَانَ أَبُو عَمْرو راوية أهل بَغْدَاد، وَاسع الْعلم باللغة وَالشعر، ثِقَة فِي الحَدِيث، كثير السماع، نبيلا فَاضلا، عَالما بِكَلَام الْعَرَب، حَافِظًا للغاتها؛ عمر طَويلا؛ وَهُوَ عِنْد الْخَاصَّة من أهل الْعلم وَالرِّوَايَة، مَشْهُور مَعْرُوف؛ وَالَّذِي قصر بِهِ عِنْد الْعَامَّة من اهل الْعلم أَنه كَانَ مشتهرا بالنبيذ وشربه، وَكَانَ مَعَه من السماع وَالْعلم عشرَة أَضْعَاف مَا كَانَ مَعَ أبي عُبَيْدَة، لَازمه الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل، وروى عَنهُ.
وصنف: كتاب الْجِيم، النَّوَادِر، الْخَيل، غَرِيب الصِّنْف، غَرِيب الحَدِيث، النَّوَادِر، الْكَبِير، أشعار الْقَبَائِل، خلق الْإِنْسَان قَالَ أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ: وَأما كتاب الْجِيم فَلَا رِوَايَة بِهِ لِأَن أَبَا عَمْرو بخل بِهِ على النَّاس، فَلم يقرأه أحد عَلَيْهِ.
وَرَأَيْت فِي تذكرة الشَّيْخ تَاج الدّين بن مَكْتُوم، قَالَ: سُئِلَ بَعضهم: لم سمي كتاب الْجِيم؟ فَقَالَ: لِأَن أَوله حرف الْجِيم؛ كَمَا سمي كتاب الْعين، لِأَن أَوله حرف الْعين.
قَالَ فاستحسنا ذَلِك؛ ثمَّ وقفنا على نُسْخَة من الْجِيم، فَلم نجده مبدوءا بِالْجِيم.
مَاتَ أَبُو عَمْرو سنة سِتّ - أَو خمس - وَمِائَتَيْنِ، وَقيل سنة ثَلَاث عشرَة، وَقد بلغ مائَة سنة وَعشر سِنِين، وَقيل: وثمان عشرَة.