للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَلما تولى جَاءَهُ ابْن جمَاعَة فهنأه ثمَّ رَاح هُوَ إِلَيْهِ بعد ذَلِك؛ وَجلسَ بَين يَدَيْهِ، وَقَالَ: أَنا نائبك، وَعرف النَّاس فِي مدّة ولَايَته اللطيفة مِقْدَار مَا بَينه وَبَين ابْن جمَاعَة. انْتهى.

وَقَالَ غَيره: مَا أنصف الشَّيْخ جمال الدّين الْإِسْنَوِيّ ابْن عقيل، وَفِي كَلَامه تحامل عَلَيْهِ، لِأَن ابْن عقيل كَانَ لَا ينصفه فِي الْبَحْث فِي مجْلِس أبي حَيَّان؛ وَرُبمَا خرج عَلَيْهِ.

وَلابْن عقيل تصانيف: مِنْهَا التَّفْسِير، وصل فِيهِ إِلَى آخر سُورَة آل عمرَان، ومختصر الشَّرْح الْكَبِير، وَالْجَامِع النفيس فِي الْفِقْه، جَامع للْخلاف والأوهام الْوَاقِعَة للنووي وَابْن الرّفْعَة وَغَيرهمَا، مَبْسُوط جدا، لم يتم، والمساعد فِي شرح التسهيل وأملى عَلَيْهِ مُثُلا، وعَلى الألفية شرحا أملاه على أَوْلَاده قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي، وَقد كتبت عَلَيْهِ حَاشِيَة سميتها بِالسَّيْفِ الصَّقِيل.

قَرَأَ عَلَيْهِ شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين البُلْقِينِيّ، وَتزَوج بابنته فأولدها قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين، وأخاه بدر الدّين.

روى عَنهُ سبطة جلال الدّين وَالْجمال بن ظهيرة وَالشَّيْخ ولي الدّين الْعِرَاقِيّ.

وَمَات بِالْقَاهِرَةِ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشرى ربيع الأول سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَدفن بِالْقربِ من الإِمَام الشَّافِعِي.

وَمن شعره:

(قسما بِمَا أوليتم من فَضلكُمْ ... للْعَبد عِنْد قوارع الْأَيَّام)

(مَا غاض مَاء وداده وثنائه ... بل ضاعفته سحائب الإنعام)

١٣٩٩ - عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الأندلسي أَبُو مُحَمَّد اللّغَوِيّ

من أهل بسطة. شيخ فَاضل، وَالْغَالِب عَلَيْهِ معرفَة اللُّغَة، قَرَأَهَا على أبي مُحَمَّد بن زَيْدَانَ الْمَكِّيّ اللّغَوِيّ.

وصنّف كتابا سَمَّاهُ ري الظمآن فِي متشابه الْقُرْآن.

مَاتَ لَيْلَة النّصْف من ربيع الآخر، سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>