للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَكَانَ يُقَال لَهُ: أَنْت من حشرات الأَرْض. وَيدخل الْحمام وعَلى رَأسه مبطنة، لَا يرفعها إِلَّا إِذا سكب المَاء على رَأسه ثمَّ يلبسهَا حَتَّى يمْلَأ السطل.

وَحضر عِنْده مغن فغناه صَوتا أطربه، فَبكى هُوَ وَبكى الْمُغنِي، فَقَالَ لَهُ: أما أَنا فَبَكَيْت من الطَّرب، فَمَا الَّذِي أبكاك؟ فَقَالَ الْمُغنِي: تذكرت وَالِدي، فَإِنَّهُ كَانَ إِذا سمع هَذَا الصَّوْت بَكَى، فَقَالَ لَهُ البلطي: فَأَنت وَالله إِذن ابْن أخي، وَخرج، فَأشْهد على نَفسه جمَاعَة من عدُول مصر بِأَنَّهُ ابْن أَخِيه، وَلَا وَارِث لَهُ سواهُ، وَلم يزل يعرف بِابْن أخي البلطي.

وصنّف: النيّر فِي الْعَرَبيَّة، الْعرُوض الْكَبِير، الْعرُوض الصَّغِير، علم أشكال الْخط، أَخْبَار المتنبي، وَغير ذَلِك، وَله قصيدة يحسن فِي قوافيها الرّفْع وَالنّصب والخفض.

مَاتَ فِي آخر صفر سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة، وَمكث فِي بَيته ثَلَاثَة أَيَّام لَا يعلم بِمَوْتِهِ أحد.

١٦٣٤ - عُثْمَان بن الْمثنى الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الْملك

قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: رَحل إِلَى الْمشرق، فلقي جمَاعَة من رُوَاة الْغَرِيب وَأَصْحَاب النَّحْو والمعاني، وَأخذ عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَعرَابِي وَغَيره، وَقَرَأَ على أبي تَمام ديوَان شعره، وَأدْخلهُ الأندلس.

مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ، وَقد بلغ تسعا وَتِسْعين سنة.

١٦٣٥ - عُثْمَان بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن مَنْظُور الْقَيْسِي المالقي أَبُو عمر

الْأُسْتَاذ القَاضِي. يعرف بِابْن مَنْظُور. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: من بَيت معمور بالنباهة؛ كَانَ صَدرا فِي عُلَمَاء بَلَده، أستاذا ممتعا، من أهل النّظر وَالِاجْتِهَاد وَالتَّحْقِيق، ثاقب الذِّهْن، أصيل الْبَحْث، مضطلعا بالمشكلات، برز فِي الْفِقْه والعربية؛ إِلَى أصُول وقراءات

<<  <  ج: ص:  >  >>