١٦٤٥ - أَبُو عَلْقَمَة النَّحْوِيّ النميري
قَالَ ياقوت: أرَاهُ من أهل وَاسِط.
وَقَالَ القفطي: قديم الْعَهْد، يعرف اللُّغَة؛ كَانَ يتقعر فِي كَلَامه، ويعتمد الحوشي من الْكَلَام والغريب.
قَالَ ابْن جني: وَمر يَوْمًا على عَبْدَيْنِ حبشِي وصقلبي، فَإِذا الحبشي قد ضرب بالصقلبي الأَرْض؛ فَأدْخل رُكْبَتَيْهِ فِي بَطْنه وأصابعه فِي عَيْنَيْهِ وعض أُذُنَيْهِ وضربه بعصا فَشَجَّهُ وأسال دَمه، فَقَالَ الصقلبي لأبي عَلْقَمَة: اشْهَدْ لي، فَمَضَوْا إِلَى الْأَمِير، فَقَالَ لَهُ الْأَمِير: بِمَ تشهد؟ فَقَالَ: أصلح الله الْأَمِير! بَينا أَنا أَسِير على كودني، إِذْ مَرَرْت بِهَذَيْنِ الْعَبْدَيْنِ، فَرَأَيْت هَذَا الأسحم قد مَال على هَذَا الأبقع، فحطأه على فدفد، ثمَّ ضغطه برضفتيه فِي أحشائه؛ حَتَّى ظَنَنْت أَنه تدعج جَوْفه، وَجعل يلج بشناتره فِي حجمتيه، يكَاد يفقؤهما؛ وَقبض على صنارتيه بميرمه، وَكَاد يحذهما، ثمَّ علاهُ بمنسأة كَانَت مَعَه فعفجه بهَا، وَهَذَا أثر الجريان عَلَيْهِ بَينا. فَقَالَ الْأَمِير: وَالله مَا فهمت مِمَّا قلت شَيْئا، فَقَالَ أَبُو عَلْقَمَة: قد فهمناك إِن فهمت، وأعلمناك إِن علمت، وَأديت إِلَيْك مَا علمت، وَمَا أقدر أَن أَتكَلّم بِالْفَارِسِيَّةِ. فجهد الْأَمِير فِي كشف الْكَلَام حَتَّى ضَاقَ صَدره، ثمَّ كشف الْأَمِير رَأسه، وَقَالَ للصقلبي: شجني خمْسا وأعفني من شَهَادَة هَذَا.
وروى ابْن الْمَرْزُبَان فِي كتاب الثُّقَلَاء، بِسَنَدِهِ أَنه الْقَائِل: مَا لي أَرَاكُم تكأ كأتم عَليّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute