للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ الْإِسْنَوِيّ: وَكَانَ أجمع من رَأَيْنَاهُ للعلوم خُصُوصا الْعَقْلِيَّة واللغوية، لَا يشار فِيهَا إِلَّا إِلَيْهِ؛ وَكَانَ قَلِيل الْمثل من عقلاء الرِّجَال، صَالحا كثير الْإِنْصَاف، طَاهِر اللِّسَان، مهيبا وقورا. وَكَانَ النَّاصِر يعظمه ويثني عَلَيْهِ.

ولي قَضَاء الشَّام فباشره بعفة وصلف، وَلم يُغير عمَامَته الصُّوفِيَّة. خرّج لَهُ الذَّهَبِيّ جُزْءا حدّث بِهِ، وسَمعه مِنْهُ أَبُو إِسْحَاق التنوخي، وَلما اسْتَقر فِي الْقَضَاء أخرج من وَسطه كيسا فِيهِ ألف دِينَار بِحَضْرَة الْفَخر الْمصْرِيّ وَابْن جملَة، وَقَالَ: هَذِه حضرت معي من الْقَاهِرَة، ثمَّ طلب الْإِقَالَة من الْقَضَاء فَلم يجب.

صنّف: شرح الْحَاوِي، مُخْتَصر منهاج الْحَلِيمِيّ، التَّصَرُّف فِي التصوف؛ وَفِيه يَقُول ابْن الوردي:

(إِن رمت تذكر فِي زَمَانك عَالما ... متواضعا فابدأ بِذكر القونوي)

(ولي الْقَضَاء وَصَارَ شيخ شيوخهم ... وَالْقلب مِنْهُ على التصوف منطوي)

(زادوه تَعْظِيمًا فَزَاد تواضعا ... الله أكبر هَكَذَا الْبشر السوي)

مَاتَ فِي منتصف ذِي الْقعدَة سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة بعد أَن مرض أحد عشر يَوْمًا بورم الدِّمَاغ، وتأسّف النَّاس عَلَيْهِ.

أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.

١٦٧٥ - عَليّ بن إِسْمَاعِيل الصَّفَدِي الإِمَام نور الدّين النَّحْوِيّ

قَالَ فِي الدُّرَر: أحكم الْعَرَبيَّة، وشارك فِي الْفِقْه والْحَدِيث وتعانى الْعُلُوم، وَأكْثر الِاشْتِغَال؛ وَأخذ عَن النَّجْم القحفازي؛ وَكَانَ حُفظة ذكيا إِلَى الْغَايَة، فَكَانَ يدْخل فِي الْعُلُوم بالصدر، وَيُحب أَن يعرف كل شَيْء، ويسرع إِلَى الْجَواب إِذا سُئِلَ، فَإِن لم يُوَافق الصَّوَاب تحيل على نصر مَا قَالَ بِكُل طَرِيق. وَلم يكن لَهُ حَظّ.

دخل الْيمن وقُرِّر مدرسا هُنَاكَ.

وَمَات سنة نيّف وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>