وَقَالَ فِي الخريدة: من الأفاضل الْأَعْيَان الْمَعْدُودين، من حسان الزَّمَان.
وَقَالَ فِي الْجنان: من الرؤساء الْقُضَاة، ذَوي النباهة؛ كَانَ متصرفا فِي الْعُلُوم الْكَثِيرَة.
وَله من الْأَدَب مَادَّة غزيرة.
وَحكي عَنهُ قَالَ: أردْت النّظم فِي وَالِي عيذاب، فأقمت إِلَى السحر فَلم يساعدني القَوْل، وأجرى الله الْقَلَم، فَكتبت:
(قَالُوا تعطف قُلُوب النَّاس قلت لَهُم ... أدنى من النَّاس عطفا خَالق النَّاس)
(وَلَو علمت بسعيي أَو بمسألتي ... جدوى أتيتهم سعيا على الراس)
(لَكِن مثلي فِي ساحات مثلهم ... كمزجر الْكَلْب يرْعَى غَفلَة النَّاس)
(وَكَيف أبسط كفي بالسؤال وَقد ... قبضتها عَن بني الدُّنْيَا على الياس!)
(تَسْلِيم أَمْرِي إِلَى الرَّحْمَن أمثل لي ... من استلامي كف الْبر والقاسي)
قَالَ: فقنعت نَفسِي، وَمَا أَقمت إِلَّا ثَلَاثَة أَيَّام؛ وَورد كتاب من وَالِي عيذاب بتوليتي.
١٧٨٨ - عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمطلب
مجد الدّين أَبُو المكارم تَاج الدّين بن أبي جَعْفَر بن أبي عبد الله بن الْوَزير أبي الْمَعَالِي.
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ قيمًا بالنحو واللغة، كَاتبا بليغا، حسن الْخط، بارعا فِي الْأَدَب. سمع من مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الأرموي والسلفي وَغَيرهمَا، وَحدث بِالْقَاهِرَةِ.
وَله: مُخْتَصر الغريبين، مُخْتَصر إصْلَاح ابْن السّكيت.
سَافر إِلَى الشَّام، واتصل بالملوك، وَتَوَلَّى المناصب. وَمَات سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.