(سميت من يعرفهَا جَاهِلا ... يصدرها من بعد إيرادها)
(سهّل مِنْهَا كل مستصعب ... طود علا أَقْرَان أطوادها)
وَكَانَ أَبُو مُسلم قد جلس إِلَى معَاذ فَسَمعهُ يَقُول لرجل: كَيفَ تَقول من " تؤزهم أزا "، يَا فَاعل أفعل؟ فَقَالَ لَهُ الأبيات السَّابِقَة. ذكر ذَلِك كُله الزبيدِيّ.
قلت: وَمن هُنَا لمحت أَن أول من وضع التصريف معَاذ هَذَا، وَقد وَقع فِي شرح الْقَوَاعِد لشَيْخِنَا الكافيجي أَن أول من وَضعه معَاذ بن جبل؛ وَهُوَ خطأ بِلَا شكّ، وَقد سَأَلته عَنهُ فَلم يجبني بِشَيْء.
وَكَانَ معَاذ شِيعِيًّا. مَاتَ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة، وَقيل: سنة تسعين بِبَغْدَاد؛ وَكَانَ يشد أَسْنَانه بِالذَّهَب من طول مَا عمر، وَمَات أَوْلَاده وَأَوْلَاد أَوْلَاده وَهُوَ بَاقٍ؛ حَتَّى قَالَ فِيهِ الشَّاعِر:
(إِن معَاذ بن مُسلم رجل ... قد ضج من طول عمره الْأَبَد)
(يَا نسر لُقْمَان كم تعيش وَكم ... تَأْكُل طول الزَّمَان يَا لبد!)