للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

زينب بنت جحش، وقيل: في بيت ريحانة، واستأذن نساءه أن يمرّض في بيت عائشة (١)؛ فأذنّ له، فاشتدّ به وجعه، فقال: «إنّي أوعك كما يوعك رجلان منكم» (٢)؛ ليعظم أجره.

ولمّا حضرته الوفاة جعل يمسح وجهه بالماء، ويقول: «الّلهمّ أعنّي على سكرات الموت» (٣)، وخيّره الله؛ فاختار لقاءه، وقبض صلى الله عليه وسلم مستندا إلى صدر عائشة، وهو ابن ثلاث وستين سنة (٤)، وقيل:

&


(١) ذكر ذلك البخاري (٩١٤/ ٢)، ومسلم (٣١٢/ ١) في «صحيحيهما»: قالت عائشة-رضي الله عنها-: ثم لما ثقل النبيّ صلى الله عليه وسلم، فاشتد وجعه؛ استأذن أزواجه أن يمرّض في بيتي، فأذنّ له، فخرج بين رجلين تخطّ رجلاه الأرض.
(٢) أخرج البخاري (٢١٤٣/ ٥)، ومسلم (١٩٩١/ ٤) في «صحيحيهما» عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يوعك وعكا شديدا؛ فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله! إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم»، فقلت: ذلك أن لك أجرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجل»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يصيبه أذى أو مرض، فما سواه، إلا حط الله له سيئاته كما تحط الشجرة ورقها».
(٣) أخرج البخاري في «صحيحه» (٢٣٨٧/ ٥) عن عائشة-رضي الله عنها-، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين يديه ركوة، أو علبة فيها ماء، فجعل يدخل يده في الماء، فيمسح بها وجهه، ويقول: «لا إله إلا الله إن للموت سكرات»، ثم نصب يده، فجعل يقول: «في الرفيق الأعلى»، حتى قبض، ومالت يده. قال أبو عبد الله: العلبة من الخشب، والركوة من الأدم.
(٤) وهو الصحيح، كما أخرجه البخاري (١٣٠٠/ ٣)، (١٤١٦/ ٣)، ومسلم (١٨٢٥/ ٤)، (١٨٢٦/ ٤)، (١٨٢٧/ ٤) في «صحيحيهما» من حديث عائشة، وابن عباس، ومعاوية، وأنس-رضي الله عنهم أجمعين-.

<<  <   >  >>