للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالتحاكم إليه فقال: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} ١، وقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} ٢.

واعتمد الشيخ رشيد ـ كجميع المسلمين ـ على كتاب الله تعالى، مصدراً أساسياً في استمداد وبحث مسائل العقيدة، والاستدلال عليها. فمهما وجد في كتاب الله دليلاً على شيء منها أورده وقدمه على غيره من الأدلة. لأن الله تعالى إنما أنزل القرآن هداية للناس.

لقد اعتنى الشيخ رشيد ببيان الحكمة من إنزال القرآن وكونه أُنزل هدايةً عامة للناس، وأوْرد الآيات والأحاديث التي تبين هذه الحكمة، وحمل على الذين اتخذوا قراءته هدفاً وحرفة دون الاهتداء به ٣. وخلاصة ما قاله في ذلك: إن الله تعالى أنزل القرآن نوراً وهدى للناس ليهتدوا به ويسعدوا في الدنيا والآخرة. قال: "والآيات في هذا المعنى كثيرة وكلها ناطقة بأن القرآن أنزل عبرة وتذكرة وشفاءً لما في الصدور أي القلوب من أمراض الجهل بالله وبما على عباده من الحقوق" ٤. واحتج أيضاً في تقرير هذا المعنى بالأحاديث الواردة في القرآن فقال وقد أورد عدداً منها ٥:" وأما الأحاديث الواردة في القرآن فمنها ما ورد في حفظه وتعلمه وتعليمه وهذا مطلوب لأمرين:

أحدهما: فرض عيني وهو معرفة العقائد الصحيحة والآداب الكاملة وفقه الأعمال التعبدية، والدنيوية التي فصَّلت السنة كيفياتها وبيّنت صورها.

والثاني: فرض كفاية؛ وهو تبليغه بلفظه على الوجه الذي أُدّي إليه.." ٦.


١ سورة الشورى: الآية (١٠)
٢ سورة النساء: الآية (١٠٥)
٣ وللشيخ رشيد فتويان في ذلك: الأولى مطولة في مجلة المنار (٨/ ٢٥٨) والثانية مختصرة في = = التفسير (١/ ٤) وما بعدها
٤ مجلة المنار (٨/ ٢٦٠)
٥ انظر نفس المصدر والصفحة.
٦ نفس المصدر (٨/ ٢٦١)

<<  <   >  >>